مواعظ على مدار السنة الطقسية   2008 ـ 2009 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

     السنة الطقسية  2008-2009 

 
أحـد العنصـرة

الأحد بعد الصعود

خميـس الصعود
الأحد الخامس بعد القيامة
الأحد الرابع بعد القيامة
الأحد الثالث بعد القيامة
الأحد الثاني بعد القيامة
الأحـد الجديـد
عيد القيـامة المجيدة
أحد الشـعانين
الأحد السادس من الصوم

الاحد الخامس من الصوم

الأحد الرابع من الصوم
الأحد الثالث من الصوم

الأحد الثاني من الصوم

الأحد الأول من الصوم

أحد الموتى المؤمنين

أحد الكهنة المتوفين

الأحد الخامس بعد الدنح

الأحد الرابع بعد الدنح

الأحد الثالث بعد الدنح

الأحد الثاني بعد الدنح

الأحد الأول بعد الدنح

عيد الدنح

رأس السـنة لوقا

الأحد الذي بعد عيد الميلاد

عيد الميلاد المجيد

 أحد النسبة

أحد بيان يوسف

 أحد مولد يوحنا المعمدان

أحد زيارة العذراء

أحد بشارة العذراء

أحد بشارة زكريا

أحد تجديد البيعة

أحد بشارة زكريا

 
 
مواعظ

 

على مدار السنة الطقسية للكنيسة السريانية الأنطاكية

السنة الرابعة : موضوعها الفضائل الإلهية والفضائل الأدبية

 

تبدأ يوم أحد تقديس البيعة الواقع في 2 تشرين الثاني 2008

وتنتهي يوم أحد العنصرة الواقع في 31 أيار 2009

 

المطران ميخائيل الجميل

المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي

والزائر الرسولي على سريان أوربا

 

 

 

السنة الطقسية 2008-2009 أحد تقديس البيعة متى 16: 13-20

نحاول في مواعظ أحدات السنة الطقسية هذه (2008-2009 ) التأمل في الفضائل الإلهية والفضائل الأدبية شرحا وتطبيقا.وكما تعلمون إن الفضائل الإلهية هي ثلاث: إيمان ورجاء ومحبة. والفضائل الأدبية أربع :الفطنة والعدل والقوة والقناعة .

" لأنكم جميعاابناء الله بالإيمان بيسوع المسيح"     غلاطية 3: 26

الإيمان بمعناه العام هو تصديق وقبول كلام شخص نثق به. وبمعناه المسيحي الإيمان هو قبول الحقائق التي أوحى بها الله عن شخصه وعن مقاصده الإلهية: "إن الله بعدما كلّم الآباء قديما بالأنبياء مرات كثيرة بوجوه كثيرة، كلّمنا في آخر الأيام هذه بابن جعله وارثا لكل شيء وبه أنشأ العالمين" (عبرا 1: 1-2). هذا الابن يسوع المسيح كشف لنا بكلامه وحضوره وشخصه وأفعاله، عن أسرار الله وحقائق الملكوت تلك التي تفوق الإدراك البشري، لأنها أسرار الإله الذي به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء. وقد قبل الرسل والتلاميذ هذا الوحي، بسماعهم يسوع ومعاينتهم إياه. وتجندوا لنشر هذه الحقائق فكرزوا بها وكتبوها في العهد الجديد ليؤمن الناس في كل جيل وحتى منتهى الدهر فيخلصوا. والكنيسة التي أسسها الرب لتحافظ على الوديعة وتنقل تعاليم المسيح وتحقق وصاياه هي الأخرى، ومنذ نشأتها وحتى يومنا هذا وإلى منتهى الأجيال، ما تزال، ينورها الروح القدس، تشرح وتعلم شعب الله هذا الوحي. فيحيا هذه التعاليم ويعبر عنها عِبر التاريخ والزمان ومن خلال الثقافات المختلفة والمتعاقبة. الإيمان حياة والوحي وديعة يحملها القلب المؤمن ويترجمها في حياته الفردية والجماعية وبالتواصل مع مَن سبقوه ومع مَن سيأتون بعده. وهكذا يكون الإيمان أمانة سلمنا إياها الرب لنعيش حقائقه الإلهية على هذه الأرض وعبر هذا الزمان. فالحقائق الموحى بها ليست حقائق جامدة أو جملا مسطرة على ورق ولا هي وديعة مقفلة تطمرها الكنيسة في الأرض. بل هي حياة ونور وطريق يفهمه ويمارسه شعب الله، يوما بعد يوم ومَرة أحسنَ من مرة. وفي ضوئه يحكم على جميع الثقافات والحضارات ويميّز ما هو مقبول منها وما هو مرفوض. ساعيا دوما إلى إنماء وتطوير ما صَلُحَ من قيمها حتى تبلغ كمالها في النفوس والمجتمعات.

إنسان اليوم أصبح يثق ثقة عمياء في حواسه، وهو يعلم جيدا أنها تخدعه مرات عديدة في النهار الواحد. ويعلم أن العلم نفسه لا يستطيع أن يفسر كل شيء. وأن هناك أشياء وأمور كثيرة لا يمكن قبولها إلا بالإيمان. ومع ذلك نرى العديد من الناس ، بل ومن المسيحيين أنفسهم، يستصغرون الإيمان ولا يثقون بالله وبالمسيح بقدر ما يثقون بالمادة وبحواسهم مع كونها عرضة للخطأ والفناء.

إن كنا ورثة الرسل وأبناء الشهداء والمعترفين فنحن شركاء لهم أيضا في الدعوة التي من أجلها تجندوا. علينا أن نكون معهم ومثلهم شهودا لقيامة المسيح وفخورين بإيماننا المسيحي، وتمسكنا بتعاليم الإنجيل والكنيسة التي هي حضور المسيح نفسه معنا. آمين

 

م. ج.

زائر رسولي