مواعظ على مدار السنة الطقسية   2008 ـ 2009 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 السنة الطقسية  2008-2009      أحد زيارة العذراء لوقا 1 : 39-56

 

إنا جميعا قد اعتمدنا بروح واحد لجسد واحد وسقينا جميعا من روح واحد (1قور 12: 13)

الإيمان انفتاح على الله وعلى الإخوة : بسر العماد تبدأ حياتنا في الإيمان إذ نولد في النعمة وندخل في حضن الكنيسة ونصير أبناء الآب السماوي الذي يغمرنا بحبه، ويغذينا بجسد ابنه ويسندنا بمواهب روحه القدوس. وفي الوقت الذي فيه نصير أبناء الله، نصير أيضا اخوة في جماعة المعمَّدين الذين يشتركون جميعا في خبز واحد. تربطهم شركة حياة واحدة، وتتأصل فيهم روابط روحية، فتجعل منهم شعبا واحدا. مِن هنا يتضح تماما أن الإيمان ليس عاطفة فردية تقتصر على علاقاتنا بالله كأفراد منعزلين. بل هو شركة في الله تجمعنا به سوية وتجمع قلوبنا نحن المؤمنين فيما بيننا. فيصير كل مسيحي ابنا لله وأخا لسائرالمعمَّدين العائشين في مدينته وفي بلده ومِن ثم في العالم أجمع.

المسيح رباط هذه الوحدة : يسوع المسيح هو رأس هذه الجماعة الروحية. يقول بولس الرسول: “لقد أخضع كل شيء تحت قدميه. وأقامه رأسا للكنيسة التي هي جسده" (أفسس 1: 22=23). ويعبر يسوع عن حقيقة كوننا شعبا واحدا وجسدا واحدا بأمثال عديدة منها مثل الكرمة والأغصان. فالغصن يأخذ من الكرمة بقدر ثباته فيها. فإذا كان المسيح هو الرأس ونحن الأعضاء. وإذا كان هو الكرمة ونحن الأغصان. فهذا يعني أننا نحن المؤمنين أيضا فيما بيننا أعضاء بعضنا لبعض. " فكما أن الجسد واحد وله أعضاء كثيرة، وأن جميع الأعضاء، مع كونها كثيرة، هي جسد واحد، كذلك المسيح أيضا. فإنا جميعا قد اعتمدنا بروح واحد لجسد واحد، يهودا كنا أم أممين، عبيدا أم أحرارا " (1قور 2: 12-13).إزاء هذا الواقع الإلهي الرائع ماذا يكون موقفنا؟ : إذا كنا قد صرنا حقا أعضاء بعضنا البعض فهذا يفرض علينا أن نفهم حقيقة هذا الواقع الجلل. أعني علينا أن نسعى العيش الأخوي متكاتفين متآزرين في كل عمل صالح . أسم المسيح هو اسم مشترك فيما بيننا، مهما كانت قومياتنا ومن أي بلد كنا من بلدان هذه الدنيا. مَن قال أنه مسيحي فهو ملتزم بأخيه المسيحي روحيا وإيمانيا وأخلاقيا . فقوة الإيمان وفعاليته عند البعض تنعش البعض الآخر. كما إن أخطاء البعض تُضعف البعض الآخر..... إننا شئنا أم أبينا قد أصبحنا بيسوع المسيح واحدا. هذه الوحدة بالمسيح تلزمنا الاهتمام ببعضنا البعض حتى في الأمور المادية. فننتبه إلى الإخوة المحتاجين ونسند الواقعين في مشاكل لنساهم في حلها أو نخفف من ثقلها . مشاركين اخوتنا آلامَهم وأفراحهم. كما يقول بولس الرسول: " إذا تألم عضو تألمت معه سائر الأعضاء. وإذا أُكرِمَ عضو سُرَّت معه سائر الأعضاء." ( ا قور 12: 26). وهكذا اخوتي إياكم أن تحسبوا أنفسكم جزرا منعزلة. فأنتم بالإيما شعب واحد وأسرة واحدة. هذا ما يجب أن نفطن له وهذا ما يجب علينا أن نعيشه إذا كنا مؤمنين بيسوع الكرمة والرأس . اللهم ساعدنا لنقوم بما يتطلبه منا إيماننا. أسند ضعفنا . فأنت وحدك القادر على كل شيء.آمين.

 

م. ج.

زائر رسولي

 

الفهرس 2008