مواعظ على مدار السنة الطقسية   2008 ـ 2009 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 السنة الطقسية  2008-2009   الأحد الخامس بعد القيامة  لوقا 9 : 51-62

 

فضيلة العدل – حق الله على الإنسان

" أنا هو الرب إلهك لا يكن لك إله غيري "

إذا كانت فضيلة العدل تقوم بالاعتراف بحقوق الغير واحترامها وبتنظيم العلاقات الاجتماعية بين الأفراد لينال كل ذي حق حقه، فقمة هذه الفضيلة تكمن في الاعتراف بحقوق الخالق وتأديتها. وحق الله علينا حق مطلق إذ منه لنا كل مالنا وبدونه لا وجود لنا ولا حياة. ومن دونه لا كون ولا طبيعة ولا أي شيء آخر مما لنا. ليس هذا فقط بل إن الله زاد فاتخذنا له أبناء وإخوة لابنه يسوع وورثاء لملكوته السماي. وإذا كان الله قد أوصى الأنسان بأن يكرم أباه وأمه لكونهما اول المحسنين إليه في هذه الحياة بعد الله الخالق، فقد امرنا في أولى الوصاياه العشر أيضا بأن لا يكون لنا إله غيره نعبده. فهو وحده أبو الكل ومصدر كل خير وسلطة : " ليخضع كل امرىء للسلطات التي بأيديها الأمر...فمن قاوم السلطة قاوم النظام الذي أراده الله...أدّوا لكل ذي حق حقه " (روم13: 1-7). وإن أبرز واجب على الإنسان أداؤه هو واجب العبادة لله وتكميل أوامره والاعتراف بسلطته والسلوك أمامه بخوف ومحبة لأنه خالقنا.  والعبادة المقصودة هنا ليست مجرد تديّن أو شعور عاطفي عابر وغامض، بل اعتراف واع بوجوده وبعظمته، وإقرار بأفضاله وإحساناته الكثيرة. ويعبر الإنسان عن اعترافه هذا بالله في جملة من أفعال السجود والحب والشكر، عبر صلوات وطقوس معينة تمجيدا واعترافا لمن هو : " الألف والياء، الأول والآخر، البداية والنهاية" (رؤيا 23: 13). فإذا كانت السموات تنطق بمجد الله والجلَد يخبر بعمل يديه( مز18: 2) فكم يجدر بالانسان هذا الكائن العاقل والمخلوق على صورة الله ومثاله والمدعو إلى مشاركته حياته الخالدة وسعادته الأبدية ، أن يمجد الله باسمه وباسم جميع المخلوقات التي وضعها الرب في خدمته.

على غرار مخلصنا يسوع الذي لم يفتش عن مجده الشخصي أبدا بل توخى دوما مجد أبيه السماوي (يو 8: 50) علينا نحن أبناء الله وإخوة يسوع أن نهرب من الأمجاد الزائفة التي تصادفنا تحت أشكال متعددة يقدمها لنا العالم : من إغراء وجاه ومال ولذة ومدح باطل ، وغيرها . فلا نفسح في المجال لها كي لا تتحول إلى آلهة باطلة نعبدها دون الهنا وربنا الواحد الحق. الذي له وحده يجب السجود والعبادة.

وهكذ تحثنا فضيلة العدل إلى أن نعبد الله بالروح والحق. بإيمان وتقوى ونقر به خالقا وأبا، وذلك من خلال حياة صالحة وتقوى حقيقية، حتى تصبح حياتنا كلها وأفعالنا بأجملها سجودا وعبادة مقبولَين لدى الرب. فننشد أمجاده بين البشر كما يقول بولس الرسول: "لأنكم قد اشتُريتم بثمن ، فكونوا إذن مسبحين الله في أجسادكم وأرواحكم التي هي لله " (1قور 6: 20). خلقتَنا ربي واتخذتنا أبناء لك وسلطتّنا على جميع مخلوقاتك . لك الشكر وبك يليق المجد ولك يجب السجود. ذلك حقك علينا فأعنا على عيشه بأمانة . آمين.

 

 

م. ج.

زائر رسولي

 

الفهرس 2008