مواعظ على مدار السنة الطقسية   2008 ـ 2009 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 السنة الطقسية  2008-2009    الأحد الرابع من الصوم    لوقا 7 : 1- 10  

 

عائق آخر أمام محبة القريب، هو الحسد. هذا الشر الكامن في أعماق النفس .بل هذا المرض النفسي الذي يسيطر أحيانا كثيرة على الناس عندما يرون القريب في حالة مريحة وأوضاع حسنة. نحن نشعر بالحزن ينشأ فينا غريزيا عندما يحصل قريبنا على خيرات روحية أو زمنية قد حُرمنا منها نحن. علما بأننا رغم ذلك نحسب هذا القريب أحط منا شأنا ومرتبة واستحقاقا. ويتحول الحسد فرحا وارتياحا لشرّ أو لمصاب يحل بالقريب .هذا الشعور المتولد فينا ضد القريب أصله الأنانية المفرطة التي تريد أن يعود لها كل ما للآخرن. وكأننا نحن الوحيدين الذي هم في هذا العالم أو كأننا الوحيدين المستحقين هذا الخير. ونحن في عتمة الغيرة وظلامها لا نعود نرى الخير الذي يغمرنا به الرب.

لقد تكلمتِ الكتب المقدسة عن الحسد معتبرة إياه شرا وأصلا لشرور عديدة ليس أقلها البغضاء والكراهية والتعدي وأحيانا السرقة. ويعتبر طقسنا السرياني أن الحسد هو الذي دفع الشيطان ليوقع بآدم وحواء. والحسد حدا بأبناء يعقوب ليرموا أخاهم يوسف في الجب ويخلصوا منه لأنه كان محبوبا من أبيه يعقوب أكثرمن جميعهم . ويقول سفر الأمثال (14: 30) " في صلاح القلب حياة الأعضاء وفي الحسد نخر العظام" ثم يضيف "الحنق قاس والغضب نَزِق وأما الحسد فمَن يستطيع الوقوف أمامه"(أمثال27: 4). أما مار بولس فيوبخ أهل رومية قائلا : " أي شيء لك ولم تنله" (4: 7) فيؤكد على أن المواهب على أنواع وأما الروح فهو هو. وإن الخدمات على أنواع وأما الرب فهو واحد. وأن الأعمال على أنواع، وأما الله الذي يعمل كل شيء في جميع الناس فهو هو. كل واحد يتلقى ما يظهره الروح لأجل الخير العام" (رومية 12: 4=7). الحسود لا يريد أن يكون في هذا الجسم الواحد بل أن يتفرد لوحده ويأخذ كل الحسنات والخيور . لذا يردف مار بولس فيقول: " لا الحساد ولا الطماعون يرثوت ملكوت الله. "(...) وفي مثل العمال الذين ساواهم رب العمل في الأجرة، اعترض الذين عملوا ساعات النهار كيف يعطي رب العمل للذي عمل ساعة واحدة مثلما أعطاهم "فيجيب يسوع واحدا من هؤلاء العمال : يا صديقي ما ظلمتك، ألم تتفق معي على دينار. خذ ما لكَ وانصرف. فهذا الذي أتى آخرا أريد أن أعطيه مثلك. ألا يجوز لي أن أتصرف بمالي كما أشاء ؟ أم عينك حسود، لأني كريم" (متى 20: 1-16).  فبعد أن سمعنا من الكتاب المقدس ولاسيما من الإنجيل والرسائل كيف أن الرب يستسمج الحسد ويحذر منه . علينا أن ننتبه إلى أننا بيسوع كلنا جسد واحد رأسه يسوع المسيح نفسه. وأننا جميعا مفديين بدمه المقدس. وأننا جميعا نتغذى من جسده وأننا جميعا مدعويين إلى الحياة السعيدة بصحبته. وأنه تعالى ما حرمنا من نعمة. وقد نكون أحسن حالا من الكثيرين. فلنشكره على ما نحن عليه ، ولندعُ الله أن يديم نعمه على كل الناس . ونمجده على أنه يمطر خيراته على الأخيار الأشرار وعى الصالحين والخطأة. هكذا نكون أبناء أبينا السماوي الذي يمطر خيراته على الجميع.                     

 

م. ج.

زائر رسولي

 

الفهرس 2008