مواعظ على مدار السنة الطقسية   2008 ـ 2009 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 السنة الطقسية  2008-2009   خميـس الصعود مرقس 16 : 14-20

 

القناعة   " أعطنا خبزنا كفاف يومنا"

هذا كلام يسوع في أجمل صلاة علمنا إياها. والتاريخ بما فيه من خبرة وممارسة رأى في القناعة شبها بالكنز فاطلق المثل القائل " القناعة كنز لا يفنى" .  والقناعة هي الأخرى فضيلة أدبية، أي أنها من فعل الإنسان وجهده ولكن الله يتكفل بتكميلها وجعلها خلاصية. ألا يقول المثل “ قم حتى أعينَك “؟. هذه الفضيلة تظهر هادئة صامته أمام أعدائها . ولكنها عظيمة في ذاتها وأعظم عندما تظهر للعيان في سلوك هذا الشخص أو ذاك.أقول هادئة مستترة، لأن الإنسان أمام متطلبات الحياة يعتبر ذاته بطلا عندما يسرع ويعمل ليربح فينقذ عائلته. وعندما يبقى يربح وينقذ عائلته يأتيه يوم فيه يؤمن بحدود الربح عندما يرى بأن المال لا يصنع السعادة وبأن الطمع يؤدي به إلى الفساد. منها أنه يخسر أصدقاءه وربما يخسر عائلته ويخسر حتى راحته وأحيانا حياته أيضا. وليس باطلا قيل المثل " الطمع فساد الدين". وهوذا يسوع يوصينا قائلا : " لا تعملوا للقوت الفاني بل اعملوا للقوت الباقي للحياة الأبدي’(يوحنا 6: 27) ويلح مار بولس على تلميذه طيماثاوس : " وصِّ أغنياء هذه الدنيا بألاّ يتعجرفوا ولا يجعلوا رجاءهم في الغنى الزائل بل في الله الذي يجود علينا بكل شيء لنتمتع به. وأن يصنعوا الخير فيغتنوا بالأعمال الصالحة" (1طيم 6: 17-18). ولكي يؤكد يسوع على بطلان الغنى ، أعطانا مثل الغني الجاهل الذي قال : “ يا نفسي لك ارزاق وافرة تكفيك مؤونة سنين كثيرة، فاستريحي وكلي واشربي وتنعمي. فقال له الله: يا غبي في هذه الليلة تسترد نفسك منك فلمن يكون ما أعددته؟.

ومع هذا حذار من أن نتلطى وراء القناعة لنخلد إلى الكسل. فمن الناس مَن يعتبرون نفسهم أنهم على الله يتكلون وهم في الواقع يريدون بذلك تغطية عارهم وكسلهم. هؤلاء ليسوا قنوعين ، بل هم فاشلين. وإن حالفهم الحظ يوما فلن يعرفوا كيف يصرفوا مالهم. فبذهب بهم إلى ما لاتحمد عقباه.

وهكذا اخوتي فالقناعة الحقيقية هي الابتعاد من الجشع والكسل وهي احترام المال إذا كان في حوزتنا وإدارته بطريقة مفيدة . فنحن في صلاة الأبانا لا نقول لآتعطنا خبزنا اليومي بل أعطنا خبزنا ونضيف كفاة يومنا . فالتوازن في كل شيء هو المطلوب وصنع الخير والرحمة مما تملكه يدنا لهو خير أوصى به الرب .

فعلينا أن نحكم القضبة على ذاتنا في سياسية ما نملك ونتصرف على ضو ما عملنا يسوع حتى تكون قناعتنا في العسر واليسر فضيلة حقيقية وسلوكا ممدوحا. زادكم الرب نعمة وبركة ومالا وقناعة . وزينكم بالمعروف وسخاء القلب واليد كلما استطعتم . وألهمهكم القوة في عوزكم . آمين.

 

 

م. ج.

زائر رسولي

 

الفهرس 2008