مواعظ على مدار السنة الطقسية   2008 ـ 2009 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 السنة الطقسية  2008-2009    2009 الأحد بعد الصعود يوحنا 13 : 31-36

 

القناعة - تَحَرُّر من عبادة المال           

 " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (متى4: 4)      

جيد هو المال بقدر ما يخدم ولكنه إذا اتخذ موقع السيد فالويل لمقتنيه من العبودية. كل شي في هذه الدنيا

هو جيد بقدر ما يخدم ويوسع مساحة الخير وفرص الخدمة. وبهذا المعنى حرض يسوع تلاميذه بقوله :"

لا يهمكم للعيش ما تأكلون ولا للجسد ما تلبسون ، لأن الحياة أعظم من الطعام والجسد أعظم من اللباس .... فهذا كله يسعى إليه وثنيو هذا العالم. وأما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إليه. بل اطلبوا ملكوته وهذا كله

يعطى لكم ويُزاد " (لوقا 12: 22-31).  نحن إخوتي أغنى الناس لأننا نملك كثيرا . نحن أغنياء بحضور المسيح بجسده ودمه .

وبحضور روحه القدوس الذي أرسله بعد صعوده إلى السماء سندا وأيَدا وعون إضافة إلى

عونه هو ووجوده معنا تحت أشكال الخبز والخمر. هذا الغنى إن كنا مؤمنين يسند عوزنا ويقينا

 شر ما تثيره بوجهنا التيارات العنيفة التي تهز البشرية والمشاكل التي تعانيها. ومهما حقق الإنسان من انتصارات باهرة يُفخر بها ، فإن طغيان المادة وسيطرة الميول الفاسدة على ضميره جعلته يفقد توازنه. والعالم المعاصر إذ يقدم للإنسان تسهيلات كثيرة ومهمة في وسائل العيش، يضع الإنسان أمام تجربة عنيفة تدفعه

إلى الطمع والجشع على حساب الضعيف والفقير. 

إلى هذا الإنسان الضائع نوجه كلام يسوع الخلاصي: " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله ". هذا الكلام عزيز علينا لأنه كلام يسوع مخلصنا. لذا كان لزاما علينا نحن ورثة

رسالة يسوع ورحه وحضوره في العالم، أن نرقى بتفيذها إلى أعلى درجة تمكننا منها نعمته.

وهو لن يبخل علينا بذلك، لأننا أعضاء في جسده السري نكمل حضورة وتعاليمه وإنجيله

في الزمان عبر حياتنا وأعمالنا الصالحة . نحن إذن نواصل حضور ربنا يسوع ،

 كما نحن أيضا شهود على ما قاله وعاشه وعلمه.

فلنتخذ المسيح دليلا لنا في طريقنا إلى الملكِ معه. ولا يفوتنا أن المسيح وصل إلى ملكه

بالنصر الذي حققه . والنصر المحقق كان بثمن غال. فيسوع صام وصلى ويسوع علم

وتألم وصلب ومات وقام حتى يملك على قلوب الناس. وساحقا رأس الحية. هو قابل

المجرب في البرية وجها لوجه ليكشف عن خبث الشرير وحيله وجابهه طوال حياته على الأرض.

وبهذا فتح لنا آفاقا واسعة عن قدرة الإنسان للكفاح والانتصار على التجارب التي تتلخص بعبادة المال

 والشهوة والرفاهية. فاكنزوا لكم اخوتي كنوزا في السماء حيث لا يطاله سارق ولا يفسده سوس.

كفانا الرب نعمته وأنعم علينا بالرغيف والصحة والعقل والحركة لنعيش بخوف الله ومحبة القريب

فنكون من أبناء الملكوت. آمين.

 

 

م. ج.

زائر رسولي

 

الفهرس 2008