مواعظ على مدار السنة الطقسية   2008 ـ 2009 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 السنة الطقسية  2008-2009   الأحد الرابع بعد القيامة يوحنا 4: 31-38

 

فضيلة العدل- العيش في الحق                    

" إن ثبتم في كلامي، كنتم تلاميذي حقا ...تعرفون الحق والحق يحرركم" يوحنا 8: 31)

كثيرا ما نتساءل ما هي الحقيقة؟ فتأتي ردود التفكير البشري على هذا السؤال ناقصة وغير مقنعة. الوحي الإلهي وحده يلقي الضوء كاملا على هذا الموضوع الأساسي لحياة تتكون من سلسلة علاقات مع الله ومع الذات ومع الآخرين. إن الله تعالى كشف لنا أنه الحقيقة بالذات، أي أنه كمال الوجود والخير والنور والحياة وهو مصدرها كلها: هذا ما يرسمه لنا الكتاب المقدس ويثبته يسوع المسيح ابن الله المتجسد، ذاك الذي" به وجبت النعمة والحق" (يو 1: 17) الذي أعلن عن نفسه أنه " الطريق والحق والحياة" (يو14:6). وعلم أن من تبعه وثبت في كلامه فلا يمشي في الظلام بل يثبت في الحق والحق يحرره" (يو8: 31-36).

من جهة أخرى إن كل ما هو ضد الله وضد تعاليمه فهو ضد الحقيقة. هو عالم الشر والكذب بزعامة الكذاب وأبي الكذب أي الشيطان الذي سماه المسيح "كذابا وأبا الكذب" .(يو8: 44-47). ذلك الغشاش الذي أوقع بأبوينا في الفردوس عندما صور لهما الكذبَ بصورة الحقيقة.

من العدل والواجب أن نلتزم جانب الحق لأننا على صورة الله خلقنا وبنفس منه نحيا. فعلينا أن نلتزم جانب الحق ونعيش به وفيه. أي علينا أن نبقى أمينين للحق الذي استودعه الله فينا على شكل ضمير محاسب، وقوانين وشرائع ومبادىء إلهية وطبيعية، رفعها المسيح إلى كمالها، بعد أن صححها وكمّلها كي تصبح دستور حياة إنسانية ومسيحية كاملة : " إن ثبتم في كلامي، كنتم تلاميذي حقا" . هذا الحق كشفه يسوع في أحلك ظروف حياته وهو أمام بيلاطس مربوط الأيدي يحاكم " وأنا ما ولدت وأتيت العالم إلا لأشهد للحق. فكل من كان من الحق يصغي إلى صوتي. قال له بيلاطس: ما هو الحق" وخرج ولم ينتظر الجواب. لأنه سبق فسمع يسوع يكلمه عن الحق. وما أصعب الحق على من تعود الظلم والكذب والاحتيال.

نحن تلاميذ يسوع لا يجوز لنا إلا أن نتخلق بأخلاقه ثابتين على الحق. ميزة تلاميذ يسوع كما علمهم إياها هي أن يظهروا كما هم قولا وعملا. أي أن يقولوا ما يعتقدونه ويعيشوا ما يقولونه، دون خوف أو حياء، وبعيدا عن الكذب بكل فروعه . هذا الكذب الذي أصبح اليوم للأسف ممارسة شبه طبيعية بحجة أن الوقت والظروف والمهنة تتطلب ذلك، وحلال على الشاطر. فيا لعماوة من يختبئون وراء هكذا شعارات كاذبة وخادعة. فلنعد إخوتي إذن إلى الينبوع الصافي الذي يروي ظمأنا في عطش هذه الحياة. لنعد إلى منه نتعلم الأمانة والاستقامة في الحياة والصدق في الكلام والصراحة والعدل في السلوك. تلك المزايا التي تكشف عن نفوس مؤمنة بالحق" فتقبل إلى النور كي تظهر أعمالها أنها بالله معمولة". (يو 3: 19-21). آمين .    

 

 

م. ج.

زائر رسولي

 

الفهرس 2008