مواعظ على مدار السنة الطقسية   2008 ـ 2009 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 السنة الطقسية  2008-2009    أحد الشـعانين يوحنا 12 : 12- 22

 

نفسنا مدينة مقدسـة

تحتفل الكنيسة اليوم في جميع أنحاء العالم، ومعها نحن هنا وجميع أهلنا في الوطن والمهاجر ، بذكرى دخول المسيح إلى أورشليم. وننظم مرددين الهتافات التي انطلقت من أفواه الصبيان. فكل شيء يشير إلى الفرح بهذا الدخول الظافر: الثياب الجميلة والتراتيل الحلوة والبهجة البادية على أوجه الصغار والكبار. يسوع لم يطلب مجدا من أحد بل لم يقبل في حياته الأرضية مجدا من الناس. ولما أرادت الجموع يوما، بدافع من حماسها، أن تختطفه وتقيمه ملكا عليها غاب عنها هو وتوارى. فيسوع لم يأت ليملك عن طريق المجد العالمي، بل عن طريق التواضع. وهذا التواضع يبدو في وسط الهتافات والإكرام الذي أتاه من البسطاء ومن الأطفال وهو على ظهر جحش ابن أتان وليس على حصان مسرج أو مركبة محمولة مثل الملوك. "إفرحي وتهللي يا بنت صهيون فهوذا ملكك يأتيكِ وديعا راكبا على جحش ابن أتان". والمحتفلون به ليسوا هم الرؤساء الذي رأوا فيه مزاحما. ولا الفريسيون الذين فضح رياءهم. وليس الكتبة وعلماء الناموس الذين أثقلوا كواهل الشعب بتقاليدهم. إنما الذين استقبلوه هم الأطفال الأبرياء والناس الوضعاء الذين تنفتح نفوسهم للخير ويفرحون بالحق. هؤلاء هم الذين خرجوا للقاء يسوع ومواكبته إلى المدينة المقدسة هاتفين : " أوشعنا لابن داود" أي يعيش ابن داود. لقد اعتدنا على هذه الحفلات التي تجري كل سنة، ويمكن أنها باتت لا تؤثر فينا تأثيرا عميقا. فنعيشها من الخارج كمتفرجين أحيانا، دون أن ندخل في عمق معانيها لنحياها مع يسوع . إن يسوع يريد منا في هذه المناسبة أن نُعدّ له نفسنا كمدينة مقدسة يدخلها ويجد فيها نعيمه أكثر من كل ممالك العالم وغناها. يسوع له أن يحتل المحل الأول من قلبنا. فيه يجد نعيمه لأنه يريدنا أحباء له : " لا أدعوكم خداما بعد اليوم لأن الخادم لا يعلم ما يعمل سيده. فقد دَعوتكم أحبائي لأني أطلعتكم على كل ما سمعته من أبي" (يوحنا 15: 14-15). فليسوع أن يحتل قلبنا كله . وأن يكون هو موضوع تفكيرنا وحبنا. كيف نستقبل يسوع؟ ينبغي أولا أن نستقبله كما استقبلته الجموع في أورشليم أعني ببساطة الأطفال وتواضع الكبار الذي يجعلنا نشعر بضعفنا وحاجتنا إلى مَن هو القوة بالذات والخير الأسمى. على ألا تكون هذه الاستعدادات عابرة وسطحية كما جرى الأمر مع بعض سكان أورشليم الذين استقبلوه اليوم وانقلبوا عليه بعد أيام بالشتائم والإهانات والمطالبة بصلبه. يسوع سبق فرأى وعاش تلك الإهانات وبكى منها " لأن المدينة المقدسة لم تعرف يوم افتقادها" (لوقا ذ19: 44). استقبالنا يسوع يجب أن يكون حالة مستمرة ، لا في العيد فقط أي فقط عندما نكون مغمورين بالأفراح، بل في كل وقت وكل ظرف. في يوم الشعانين كما في يوم الجمعة الحزينة أي في أوقات المحن والشدائد. لنفرح مع المسيح ولنساعد أولادنا لتفهم معاني الفرح هذا . وخلال هذا الاسبوع علينا أيضا أن نتعلم احتمال الألم ونعلم أولادنا بأن المحنة والألم مع يسوع تتحول من مهينة ومؤلمة إلى مريحة وجالبة للسعادة والانتصار .أوشعنا لابن داود. أوشعنا له في قلوبنا وفي بيوتنا وفي عائلاتنا آمين        

 

م. ج.

زائر رسولي

 

الفهرس 2008