مواعظ على مدار السنة الطقسية   2008 ـ 2009 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 السنة الطقسية  2008-2009   عيد الدنح (6 كانون الثاني) لوقا 3 : 15-18 ثم 21-22

" وكل بشر يرى خلاص الرب" (لوقا1: 6)

يومَ وُلد يوحنا المعمدان أنطلق أبوه زكريا بنشيدِ فرح جاء فيه هذه العبارة: "وعينُهُ علينا طوال أيام حياتنا ". ويومَ جاء المسيح إلى نهر الأردن ليعتمد من يد يوحنا صرخ يوحنا ابن زكريا: "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئةَ العالم" (يوحنا1: 29).   عينُ الله هي إذن علينا. لذلك غمرنا بالعطايا . وأولى عطية منه هي أنه ارسل لنا ابنه الوحيد مولودا إنسانا بين الناس. وحملا جاء ليحمل خطيئة الناس أجمع. ويستغفر أباه عنا بذبيحة ذاته ليجعل منا جميعا أبناء الله. فإذا كان هذا هو الإرث الروحي الذي أعده الرب لنا. فمعنى ذلك أن الرب ينتظر منا أن نتجاوب معه . وفضيلةُ الرجاء تدفعنا للمثابرة على تحصيل هذا الإرث . متشجعين رغم صعوبات الحياة ، على السير بفرح نحو لقاء هذا الحمل الذي يحمل ليس فقط خطايانا بل وهمومنا وفشلنا مشجعا إيانا على المثابرة والسعي دون كلل. يوحنا أشار إلى هذا الحمل ليس بصوته وحسب بل برسالته وتعليمه ونظافته التي أثارت عليه سخط هيرودس الذي سجنه ثم قطع رأسه. يوحنا كان سعيدا أن يُقطع رأسه من أجل الرجاء الذي كان يتهيأ للشعب . وهكذا قضى حياته ليكون لنا مثالا في الشحاعة من أجل الوصول إلى غاية الرجاء المنشود.

فعيد الدنح (أي ظهور المسيح للعالم) هو مِن اللحظات النموذجية الحاسمة في تاريخ العالم والشعوب. مجيء المسيح" الذي سمعنا كلمة الحق بواسطته التي هي بشارة خلاصنا" (أفسس 1: 13) يضع البشر أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يقبلوا المسيح ويؤمنوا به ويعتمدوا ويخلصوا، وإما أن يرفضوه، فلا نصيب لهم معه. إن مصير كل إنسان يحدده موقفه نفسه من شخص يسوع " الذي رفشه بيده وينقي أندُره، ويجمع القمح إلى هريه أما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ " (متى 2: 12).

ويسوع الذي مدح يوحنا وقال عنه: " بين مواليد النساء لم يقم أعظم من يوحنا ". استطرد قائلا " ولكن الأصغر في ملكوت السماء هو أعظم من يوحنا " . وهذا الأصغر في ملكوت السماء هو كل واحد منا. لأن كل من نال المعمودية والقربان هو أوفر حظا من يوحنا. فيوحنا شاهد المسيح ولمسه وعمده، ولكنه لم يحظَ بنعم موت المسيح وقيامته، ولا حظي بتناوله إياه في القربان. والاتحاد به عبر الأسرار المقدسة كما نفعل نحن. فهل تدرون إخوتي ماذا يعني هذا كله. إنه دعوة لنا للسير قدما نحو الهدف. إنه دعوة لنا لمقارعة الشر وإعلان حرب على كل ما نراه فينا من ضعف. ساعين إلى الهدية التي أعدها لنا الرب. هذا السعي هو الرجاء . لأنه سير نحو الجعالة التي هي لنا، ولكن حتى ننالها علينا أن نسعى إليها. فالخلاص قريب منا والوسائل إليه هي في متناول يدنا. وما الرجاء إلا هذه الثقة التي يولينا إياها الرب في السعي إلى الخلاص الموعود. يحدونا الأمل إلى نجاح أكيد . رجاؤنا بالرب أننا سنرى خلاصه . الرب معنا. آمين .

 

 

م. ج.

زائر رسولي

 

الفهرس 2008