مواعظ على مدار السنة الطقسية   2008 ـ 2009 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 السنة الطقسية  2008-2009    عيد القيـامة المجيدة  مرقس 16: 1 – 10

المسيح قام من بين الأموات...

وأخضع كل شيء تحت قدميه "(1قور15: 20-29)

نحتفل اليوم بعيد هو رأس كل الأعياد وأساسها . فلو لا قيامة المسيح لكان إيماننا باطلا. ولكن المسيح قام وبرهن على صدق رسالته وتعاليمه. هذا هو عيد الانتصار والغلبة. حادث القيامة حقيقة أكيدة وثابتة. وقد تنبأ عنها المسيح كلما ذكر آلامه وموته. أول الشهود على هذه الحقيقة هم الحراس الذين فروا هاربين وتحدثوا، بالرغم من الرشوة، بما عاينوه. ثم النسوة القديسات ثم الرسل الذين شاهدوا المسيح مرات عديدة وبطرق مختلفة.حقيقة القيامة أطلقت الرسل في نشر رسالة المسيح رغم كل الصعوبات والاضطهادات والاستشهادات. لقد أولت القيامة قوة للكنيسة لا تقهر. وجعلت من الموت أمرا ذليلا . يقول القديس بولس، بعد أن أكد على حقيقة قيامة يسوع وظهوره لأناس عديدين أفرادا وجماعات، وبعد أن عاينه هو بولس نفسه، يقول: “ إن كان المسيح لم يقم فكرازتنا باطلة وإيمانكم أيضا باطل، بل أضحينا شهود زور لله لأنا شهدنا على الله بأنه أقام المسيح وهو لم يقمه" (1قور 15: 14-15).ثم يضيف :" والآن قد قام المسيح وصار باكورة الراقدين" أجل " لقد ابتلع المائت بالحياة. فأين شوكتك يا موت وأين غلبتك يا جحيم" (عدد54).   المسيح بقيامته حقق نصرا عظيما على الخطيئة وعلى الألم والموت. أما انتصاره على الخطيئة فهو أنه حمل على ذاته خطايا البشرية جمعاء وألقى بها في بحر مراحم أبيه السماوي. مقدما ذاته ضحية وفاء عنها هو حمل الله وفداء الخطأة. فاتحا أمامنا طريق البر والصلاح. وأما انتصاره على الألم فهو أنه أعطى بآلامه قيمة جديدة لآلام البشرية. فالألم الذي كان موضوع كراهية واشمئزاز أصبح مع آلام المسيح نصرا وفرصة نعمة وعنصرا مهمها في تهيئتنا للقيامة والمجد. ذلك بأن المسيح لم ينتصر ويقوم إلا بعد أن تألم ومات. وهكذا اخوتي وراءكل ألم قيامة ووراء كل شدة فرح بانتصار جديد. فالصليب لم يعد عارا بل فخرا لكل مؤمن وقوة ونصرا. فمن القبر فجّر المسيح ينابيع الحياة. وجعل من الموت ليس كارثة بهل نهاية مرحلة من حياته وبابا للحياة الدائمة ومنفذا للقيامة إلى حياة مجيدة.قيامة المسيح هي إذن قيامتنا نحن الذين آمنا به وأصبحنا أعضاء في جسده السري. لأننا قبل أن نبلغ القيامة الأخيرة يدعونا المسيح، منذ الآن، إلى القيامة والحياة في البر والقداسة. فأعطانا بالعماد نعمة الموت عن الخطيئة والقيامة في سلوك وحياة جديدة (رومية 6: 4) و يجددها لنا بالتوبة . فتشجعوا يا أبناء القيامة . لا تخافوا لقد انتصرتم على الموت وعلى الشر بالذي مات عنا وكسر شوكة الموت بقيامته. آمين.

 

 

م. ج.

زائر رسولي

 

الفهرس 2008