مواعظ على مدار السنة الطقسية   2008 ـ 2009 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 السنة الطقسية  2008-2009  الأحد الخامس بعد الدنح   لوقا 6 : 39-52

الاحتمال

" احماوا أثقال بعضكم بعضا وهكذا تقضون شريعة المسيح"

إحدى علامات المحبة الفارقة هي الاحتمال. نقرأ في سفر الخروج (34: 46) " إن الرب إله رحيم ورؤوف. طويل الأناة كثير المراحم والوفاء". أجل لقد احتمل الرب بصبر جميل شعبه الغليظ الرقبة. ويحتمل أيضا جميع الناس الخاطئين من كل الشعوب لأنه يحبهم ويريد خلاصهم. وقد كشف السيد المسيح عن هذا الصبر الإلهي وقدَّم للناس المثال السامي. فإزاء بطىء الفهم لدى التلاميذ كان على يسوع أن يتحمل ثقل فهمهم حتى انه قال يوما : " حتى متى أحتملكم...". هذا عدا عداء الكتبة والفريسيين له واتهامهم إياه بشتى النعوت المعيبة والمخجلة وهو القدوس الذي " خشبة مرضوضة لم يكسر وسراجا مطفطفا لم يطفي. وهوذا بولس الرسول بدوره يوصي بأنه يتوجب على المؤمنين بالمسيح " أن يكونوا ذوي رفق بعضهم ببعض شفقاء ومسامحين مقتدين بالله كأبناء أحباء " ( أفسس4: 32 و 5: 1). وأن يكونوا مستعدين لمواجهة الضيقات والتجارب ونقائص الآخرين بأمانة للمسيح وبفرح كله رجاء وتواضع ووداعة ومحبة. متذكرين قول الحكيم (أمثال 16: 32) :“ الطويل الأناة خير من الجبار. والذي يسود على روحه أفضل ممن يأخذ المدن".

وإليكم اعتبارات ثلاث تساعدنا على التحمل وممارسته كفعل سام من أفعال المحبة  :أولا: من الواضح أن لا أحد كامل بين الناس. بل إن البشر في كل مكان وزمان لهم أخطاء تزعجنا وتثقل علينا. وفي مثل هذه الأحوال علينا ألا نضيق ذرعا بأخطاء القريب. بل علينا أن نعمل بهدوء وصبر ومحبة أكبر على مثال يسوع الذي أظهر كل حنان ورحمة وعطف نحو الخطأة والضعفاء. وبذل نفسه من أجلنا وفدانا بدمه وأضحى لنا حمل الله الحامل خطايا البشر إخوته. هذا التفكير السامي والهاديء يزيل عنا التحفظ والتشنج والانزعاج . ويوجه فكرنا وعقلنا وقلبنا نحو المحبة والتسامح.     ثانيا: لا ننسى أننا نحن أيضا لنا أخطاؤنا تزعج الآخرين. وأن غيرنا يحتملنا. ولا ننسى قول المسيح: " ما بالك تنظر القذى الذي في عين أخيك ولا تفطن للخشبة التي في عينك. أم كيف تقول دعني أخرج القذى من عينك وها إن الخشبة في عينك" (متى 7: 3-5).    ثالثا: ونتيجة لما سبق. فبما أن الخطأ ملازم للجميع على وجه الأرض، ومن الصعب أن نصلحه في أنفسنا ذاتها ، والأصعب من ذلك إصلاحه في غيرنا. فعلينا أن نصبر ونتحمل إلى أن يدبِّر الرب خلاف ذلك، متمسكين بوصية بولس الرسول القائل:“ أسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إليها بكل تواضع ووداعة وأناة محتملين بعضكم بعضا بالمحبة " (أفسس 4: 1-2).المحبة إذن تصبر. ولا تحنق ولا تبالي بالسوء. وهي تعذر كل شيء ... وتتحمّل كل شيء (1قور 13: 4-7). فإلى الاحتمال والصبر ندعوكم وإيانا أيها الإخوة. مقتدين بالمسيح حمل الله الذي حمل خطايا العالم. آمين

 

م. ج.

زائر رسولي

 

الفهرس 2008