لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

مع الكاتب، الأديب، الصحفي الراحل جميل روفائيل

لمناسبة رحيله إلى الأخدار الأبدية

بعض من مراسلاتنا المتبادَلة

 

الى الموسـيقار باسـم حنـا بطـرس

 

 من جميـل روفائيـل

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ألأخ باسم المحترم . . تحية أخوية زكية . . حقيقة

 

 كانت رسالتكم لي ظهر اليوم مفاجأة . . وما أحلاها من مفاجأة . . كنت أسمع بالمصير البائس الذي بلغته

ا لفرقـة ا لموسـيقية   بعد المرحوم منـير بشـير وما لحق أيضا مدرسة الموسيقى والباليه وغيرها من المؤسسات الفـنية التي قامت بجهود الفنان المرحوم منير ، بعدما وصلتها أيادي الأغـبياء أمثال لطيف الدليمي وبطانـتـه . . وكنت بين وقت وآخر أفكر بمصير أصدقائي من الفنانين الكبار الذين أختارهم المرحوم مـنـير وطبعا في المقدمة باســم حنا بطرس الغني عن الثناء والأطراء . . ولكن من دون جدوى ، سـأ لت  مرات عدة زملاء صحافيـين ولـم يعـرفوا    . . وأخيرا جاءني النور برسالة أخي باسـم . . أين أوصلك الزمان حبيبي باسم ؟ وكيف هي نشاطاتك ؟ وآمل أن تكون أموركم بخير وصحة وعافية  .

 

           أما بالنسبة لي فأنني كما تعلم منذ 1981 أنتقلت الى منطقة البلقان طالبا للدراسات العليا في كلية العلوم السياسية بجامعة بلغراد ومراسلا لجريدة الثورة واذاعة بغداد . . وكنت معـظم الوقت أعيش على أعصابي نظرا للضغوط الشديدة علي بسبب رفضي تقديم خدمات للبعـث والسفارة العراقية خارج عملي الصحافي ، حتى وجدت الفرصة عام 1990 بترك وسائل الأعلام العـراقية والعمل مراسلا لجريدة الحياة اللندنية وراديو مونت كارلو وراديو صوت ألمانيا اضافة الى مساهمات في محطات تلفزيونية واذاعية عدة أخرى . .

 

          وبسبب عدم وجود أحداث مثيرة كالسابق حاليا في منطقة البلقان فقد أقتصر عـملي في الوقت الراهن  على جريدة الحياة  التي أنا فيها موظفا مراسلا بدرجة مدير مكتب في منطقة البلقان وأيضا مراسلا بالمكافأة  لراديو مونت كارلو  وراديو صوت ألمانيا . . وطبعا بعدما تخليت عن وسائل الأعلام العـراقية لم يجدوا  وسيلة خبيثة للأنتقام مني غـير اتـفاق السـفارة العراقية في بلغـراد  مع الحكومة الصربية صيف عام  1993   لطردي من بلغـراد فأنتـقلت الى سكوبيا عاصمة مقدونيا ، وهذا بأختصار تأريخ الرحلة منذ سافرت من بغداد ، في نيتي العودة الى العراق ولكن بتأخير بعض الوقت بسبب التزاماتي مع جريدة الحياة  . .

 

         شـكرا جزيلا ، أخي باسم ، لمتابعـتـك لما أكتبه ، والحقيقة أنا سعـيد بأنك تختلف معي ، لأن الأختلاف عند الذين يفتهمون أساليب الحوار هو ظاهرة صحية ، وبصراحة في غالب  الأوقات أنني أرتاح للذين يختلفون معي أكثر مما أرتاح للذين يتـفـقون معي لأن المختلفين يوفرون لي فرصة النقاش والتوضيح أكثر لما طرحته من أمور . . ولكن المشكلة في البعض الذين لا يعـرفون أسـلوب  الحوار فيلجأون  الى الأتهامات الباطلة والشـتائم وترديد  ماســبق أن كاله من ســاروا  في ركاب  البعـث  مـن شــتائم لي  . .

 

     طبعا هناك رسائل كاملة ومقاطع ضـدي  حذفتها المواقع التي أكتب فيها ،  ولم تسـمح بنشـرها ،  وهـي عـادة تأتي الى المواقع من دون أسـم صريـح    ، ما جعـل الأعـتقاد  يسـود بوجود توجيه من جهـة معـينة  ـ  سـامحـها اللـه  ـ  لكتابة رسائل الى  المواقـع  من أجل نشرها ( طبعا الموا قع  ترسـلها  لي أو تبلغـني بها ولا تنشـرها  ) هذه الرسـائل تهدف  أزعاجي أو أسـكات صـوتي  ،  بعدما أخفق أصحاب هذه الرسائل  في الحوار معـي وليسـت لهم القابلية على المناقشـة بأسلوب علمي مستند الى وثائق تأريخية . . وعندما أقرأ هذه الرسائل أضحك طويلا ويضحك معي المشـرفون عـلى المواقع  لأن الأتهامات تدل على أسلوب الأغبياء .  .

  

أخي باسم . . آمل تتواصل كتاباتنا لنعـيد من خلالها على الأقـل بعض ذكرياتنا في الأيام البديعة الباسمة  التي كنا نلتـقي فيها ونشارك في المؤتمرات ونسافـر معها معا . . آه . .  لم يبق منها غـير الذكرى . . فهل ستعود ؟  . . عسى ولعل . . و ليس في وسعنا من عـمل غير الأنتظار والتمني والرجاء. .

  

          وتقبل فائق التحيات والتمنيات والمودة من أخيـك الذي لاينسى أصدقاءه والأيام الجميلة التي قضـاها معـهم  . . 

 

أخوك جميل روفائيل

 

 

    ردود عـى الموضـوع

 

Bassim H. Petros

 

في الوقت الذي أشكر لك حسن إختيار عبارات الإعتزاز والتقدير التي زيَّنَت رسالتك هذه، أقول لا يسعني سوى التأكيد على أني سأبقى طارقاً على باب نافذتك، كما فعل بيتهوفن في طرقاته الأربع المتتابعة في إستهلال سمفونيته الخامسة (القدر)، حتى تبقى النافذة مشرَعة لإستقبال الكتابات المنتهلة من المعرفة والخبرة في مواضيع موسيقية في الأساس لكنها لن تكون حرفيَّة بمعنى التخصص.
إنها ذات النافذة التي آمل أنْ تفتح أبواب الأمل والتفاؤل لحياة إنساننا العراقي لتعود لحمة التوافق الوجداني لنشر الثقة والأمان بالمحبة ومن ثم السلام.
دع الأبواب مشرَعةً، لتستقبل الأنسام النقية وأنوار المعرفة .
ختاماً: بالود والإحترام والمحبة، تزهر أرضنا رياحين نديّة

أخوك: باسم
أوكلند في 16 كانون ثاني 2005

 

http://www.telskuf.com/images/transparent.gif

 

 

باسـم حنـا بطـرس

إجابة وخاطرة  . . الى  جميل  روفائيـل

 

أخي جميل    ،

           بتحية عطرة أفتتح رسالتي هذه إليك بعد إنقطاع عـن بعضنا خلال الأشهر المنصرمة.

          بطبيعة الحال  ،   إني أتابع ما تكتب وما يأتيك من ردود على كتاباتك  .  . وهذا دليل على أن لك رصيداً عند المتلقّي  :  فهو يقرأ لك  ،   ويستقرئ أفكارك  ،   ويناقشك فيها باتفاق أو معارضة   .

          من هذا المنظور وجدتُ أن الناس عندنا قد تحولَت أنظارهم عن المسائل الثقافية ( شعر وأدب وفن وموسيقى  ) وإنصرفَت بكليّـِتها إلى مشاكل الحياة على إختلاف أنواعها  . .  بل صار إقتـناء المطبوع أمــراً هامشــيّاً عـند الكـثيرين  .

        أذكر مرَّة أنْ خاطبني الأب يوسف توما   ،    وهو صديق عزيز عند الجميع  ،    مستغرباً من واقع (التصحُّر) – حسب وصفه لحالة إبتعاد الإنسان –    أي إنسان  ،  وبخاصة إنسانـنا العراقي والعربي –  عن القراءة  ،   لمجرد ولوجـه عـالَم الإنترنيت.

       ترى    : هل كانت حياة الإنسان يوماً بدون مشاكل  ، أم أن مشاكل اليوم هي الأخطر والأدهى؟    كي تبعدَه عن لذَّة القراءة – أعـني قراءة المطبوع إن كان ورقيّاً ( للكتاب والصحيفة )  أم على صفحات الإنترنيت  ؟   والمطبوع –   كما يـوصف –  بأنه جليس الإنسان الدائم    .

         إذا  ً،   وإنْ كانت الحياة هي هي في كل الأزمنة  ،   فهي في تطوّر دائم إيجاباً (  وهذا قليل في عالمنا اليوم  )   وسلباً  :  وهـو الكثير المتزايد كل يوم    .

        إنَّ الحياة  –    وهي للإنسان بشكل أساس –    بحاجة إلى تناغــم يتصدّى لظروف القــهر والصعاب  ،   فيركن إلى شـئ  متاح من الهدوء وراحة البال بعيداً عن مآسي (كاترينا) التي ما كان للإنسان فيها دور بل صار ضحية لها   .  .   ومآسي الإقـتـتال الدائم على أرض العــباد   .

        دعونا نسهم في إعادة البسمة إلى محيّا الطفولة ،     والصفاء بين الناس تجاه بعضهم البعض   ،  صعوداً إلى مراتب التفاهم والمحبة   ،  ومن ثم النظر بعيداً في كيفية (  صنع السلام ) لنكون – حقاً – المشمولين بـ (  طوبى للسـاعـين إلى السلام  )   .

           هــكذا هي الحياة  ، مـدٌّ  قـد ينحسر فيحصل الجَـزْر ليأتي اليباس على كل شئ  ،    كما في أيامنا الحاضرة على صعــيد العالَم كــكل   .

          لكن التـفاؤل   ، الذي جاءت مسحـيتـنا إرتكازاً على الرجاء ،  يبقى وإن كان في نظر البعض كالخيط الرفيع  ،  هاجساً دافعاً نحو الصيرورة الأفضل  .  فلنتـفاءل بالرجاء وليس بالأحلام الرومانسـية   .

هذه الخاطرة جاءت عـفويةً صبيحة يوم (الثلاثاء 13 أيلول 2005)، الذي شرعـت بكتابتها .  . كما أن هذه الـ (  13   ) التي يتشـاءم منها الناس  :   إني أجد فيها إسـتفزازاً نحـو التفاؤل   . 

لــك تحياتي ثانية وأبــــدا    ً،

أخــوك   :    باسم حنا بطرس

 

http://www.telskuf.com/images/Two-Dancers-on-Stage.jpg

 

 

    ردود عـى الموضـوع

 

 

 

كلمـات الـى الموقـع

 

من خلال رسـالة باسم حنا بطرس الى جميل روفائيل

 

تحية طيبة، وبعد. وسأبدأ من حيث إلتقينا ثانيةً!

 

 الأيام هي سَفر وسِفرٌ في آن؛ سَفَر في رحلة قد تتنوع إتجاهاتها،

 

وقد تخبو في مكانها. تبدأ لحظة التكوين ثم الولادة.

 

لا تنتهي قط، فحين أرحل تكون دورة حياتي قد إكتملت، مهما كانت أيامي قصيرةً أم طويلة.

 

      وهي سِفرٌ يغمر مجلدات ضخمة، أخذنا بالتعارف ثقافياً بها بأنها (موسوعة = Encyclopaedia)، يمتلئ بصغائر الأمور وكبيرها.

 

    وفي حالَي السَفر والسِفر، تبرز نقاط تضيء الفواصل، لتربط فيما بينها فيتشكَّل التكوين التكاملي لسلسلة الأيام.

 

إنها الشخوص الذين تركوا بصماتٍ واضحة في مسيرة الحياة:

 

منها المسهمون في تربية وتنشئة الإنسان، وبخاصة (مَن علَّمني حرفاً).

 

وآخرون كانت لهم ما يبرزهم عن غيرهم.

 

      هذه ببساطة رؤيتي للحياة. إنها المفاعل الداينمي لاستفزاز المشاعر.

 

الكل يرنو إلى الذكريات. والذكريات هي المغذِّي الأساس الذي تُبنى عليه أسفار الأيام.

 

          و(كانت رسالتكم لي ظهر اليوم مفاجأة . . وما أحلاها من مفاجأة . .):

 

ألا ترى معي أن الأيام هي مفاجآت دائمة، مستفزَّة للآتي المجهول.

 

 أذكر مرةً وأنا أستمع إلى إذاعة مونت كارلو أو صوت أميركا،

 

أني سمعتَ صوتاً ذا نبرة مميَّزة: قلت مع نفسي إنه صوت جميل روفائيل.

 

وإذا بصورتك تبرز أمام ناظري.

 

واليوم مع إنتشار ظاهرة مواقع الإنترنيت، أتحرَّش بالعديد منها لأجد ما يمكن الحصول

 

عليه من أسماء ومن ثم عناوين أولئكم الشخوص.

 

وهكذا كان موقع عنكاوا الذي إتخذتم صفحةً بعنوان (بصراحة)، فأخذتُ أتابع ما يكتب فيه.

 

         وأخيراً: إمتلأت شبكة الصيّاد بالصيد الوفير، لا يوازيه صيد اللؤلؤ: إنه الصيد الثمين أخي جميل.

 

هذه مجرد مقدمات لما ستأتي به كتابتنا من نفحات.

 

شاكراً لك ما ورد في رسالتيك الأخيرتين.

 

مع المحبة والإحترام،

 

باسم.

 

 

 

 

 

خلوداً لك يا مَن ذهب عن من دون وداع.

باسم حنا بطرس

أوكلند (نيوزيلندا) في 3 تشرين أول 2009.