شاكر سيفو

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

محاولة للاقتراب من جمرة النص

قراءة في شعر شاكر سيفو

مثنى كاظم صادق

لعل شعراء الحداثة ـ بحسب سوزان برنار ـ سيحاولون الإفادة على نحو أفضل من الذين سبقوهم من كل الوسائل الصوتية ، والإيقاعية للغة ؛ بل وحتى الموضوعاتية، ومن هنا نجح الشاعر المبدع شاكر مجيد سيفو من هذه الإفادة ، وهذا ليس بغريب على شاعر مثله ، متمكن أمكن من المجرة الشعرية ، حيث استطاع بحق أن يحول آلام دمائنا القرمزية إلى كلمات !! . هذه محاولة للاقتراب من جمرة النص الشعري ، للشاعر شاكر سيفو، وتطمح أن تكون قراءة في مجموعته (( اليوم الثامن من أيام آدم ))(1) فهي تراتيل شعرية ، أقول تراتيل ؛ لأن الشاعر قد شيد ديوانه الشعري هذا ، بمعمارية إيقاعية ، ودلالية ، بتقنية فنية متقدمة ( جداً ) وأضعها بين قوسين ؛ لأن التنوعات الإيقاعية ، والدلالية المبثوثة في جسد نصوصه ، لها مؤثرات نفسية على المتلقي ، من خلال تحشيد العواطف ، بتتابع الأصوات وتقفيتها ؛ بيد أن الشاعر شاكر سيفو يحرص كل الحرص ـ لضرورة وجدانية ـ على إظهارها . جاء العنوان ( اليوم الثامن من أيام آدم ) جملة طويلة حقق ـ العنوان ـ إغراءه في جذب المتلقي ، حيث إنه يوحي بمحمول ميثلوجي ، يمثل علة الخلق في الكتب السماوية ، فاليوم السابع للخالق ، واليوم الثامن ، جعله الشاعر لآدم !! ، فالعنوان متكون من بنية ظرفية حدثية ( اليوم ) وعددية ( الثامن ) وهذا العدد ، عدد قلق ، مغترب ذاتاً عن عدد أيام الأسبوع ( السبعة ) وكأن الشاعر يريد أن يجر آدم إلى اغتراب ذاته / يومه ، بدلالة ( من ) التبعيضية التي أقفلت الجزء الأخير من العنوان ( من أيام آدم ) فأصبح ( اليوم الثامن ) بعضاً من ( كل / سبعة ) لكنه افترق عنها ، بالفصل والتعيين ؛ ذلك لأن العنوان لم يكن ( اليوم الثامن لآدم ) فثمة فرق بين التعبيرين ، فالعنوان بحسب ما اعتقد ، وجهة نظر تعبر عن موقف الشاعر من المعنون ذاته ، ظاهراً ، وباطناً ، فـ    ( آدم ) رمز النشأة والبداية ، وهو دال أسلوبي ؛ لتضايف الزمان العددي ( اليوم الثامن ) مع ( آدم ) المغترب ، روحياً حتى بعدد أيام أسبوعه (الثمانية ) !! . يستهل الشاعر تراتيله الشعرية بقصيدة ( دعاء قبل النوم ) ويبدأها بالنداء الطويل أو قل الصراخ الطويل  (( ياااااااااااااااااااااااااااا عيسى الحي / هل يكفي أن أكتب بلغة القلب / ومداد العين وفتوة السنديان / وروح القربان ؟ )) ص 7 فالنداء وتكرار الألف بهذا العدد الكثير، يوحي برفع الصوت ، مع التذمر، والهروب باتجاه الذات المقدسة ؛ لأن الشاعر / المغترب روحياً ، تحيط به منغصات الحياة ؛ فينقلنا شعوريا معه ، بتوظيف النداء إلى بنية التساؤلات ، لهذه الذات القدسية ، بأداة الاستفهام ( هل ) التصديقية الإجابة ، التي توحي عند إتمام الدعاء الذي قبل النوم ، أنك ستقرأ الحزن / الرثاء بالأوراق الآتية ، وفعلا شكل الحزن / الرثاء نواة التكوين الشعري للمجموعة ، فضلا عن أن بنية النداء جاءت محملة بطاقات دلالية ، ولاسيما أن النص يضع خطوته البكر بالنداء الذي شكل وظيفة إيقونية ، تفضي إلى استمرارية في الاتصال مع المنادى ، وهو من هو ، إنه المسيح المقدس ، بعد ذلك يستهل الشاعر قصيدته الطويلة ، الممتدة على طول المجموعة ، والموسومة بـ ( الحمد لك سيدتي ) أقول يستهل بهذا المقطع (( يا سيدة النجاة والناجين ، والنجوى ، والنجب ، والنور ، و النوارس و الناردين ، والنارنج ، والنوح ، والنوى والنوء ، والنوستالجيا البغدادية ، والنحل ، والنحيب ، و النايات ، والنأي ، و النراجس ، والندى والنار ، والنسيم ، والنواميس ، والنواقيس )) ص 8 فثمة قصدية بتكرار حرف / صوت النون وإيجاد قيمة صوتية لجرسه المتتابع لـ (25) مرة ، فأعطى شكلاً لافتاً من التكرار ، فلحرف النون ، أنين وحسرة ، ارتفعت درجته التوقيعية ، بتكراره و الإلحاح عليه ؛ مما أعطى كثافة للذروة العاطفية ، بالتقفية الداخلية لهذا الصوت ، حيث دلالة الحزن المتعملق ، الذي لا يعرف سوى التضخم ، كلما تتابع صوت النون، وأن الشاعر، قد أجاد حسن الاختيار لهذا الشكل التركيبي المؤثر من خلال تقويل الحرف المكرر. إن تكرار حرف النون ( 25 ) مرة في كلمات دلت على الانبثاق والخروج من الأشياء ، قد أوحى بالانفعالات المكبوتة ، ذات التأوهات النفسية ، التي توحي بالأنين والشجن ؛ لأن الإنسان المتألم ، غالبا ما يستعين بالتعبير ، عن ألمه ونحيبه ، بأصوات تخرج من الأنف كالنون مثلاً. ومن شحنات الصوت الواردة عندما يخاطب الشاعر السيد المسيح قائلاً له : (( أعطني ممحاتك / كي أمحو الموت من تقاسيم الحياة / أو ـ في الأقل ـ كي أمحو ميم الموت منها / وأضمها إلى تاء الحياة / التاء تمر وتين وتوت وزيتون وتعب / تعفنت رئات البلاد في قاصات الحكومة / تف على كل ........ !!!!!!!!! / تف على كل الحروب !!!!! )) ص 26 إذ أعطى صوت التاء دينامية السرعة للنص ؛ لأنه صوت سريع الانطلاق من الشفة ، وتتصاعد السرعة ، بذروة تذمره ، واضطرابه ؛ ليصل إلى البصق على ....... !!!!! ثم البصق على الحروب ، ولعل لعبة الحروف في شعر شاكر سيفو ، قد شكلت جزءاً مهماً من خبايا الشاعر ، وربما هي شظاياه الصوفية المبثوثة في جسدية قصيدته ، ضمن مكابداته ؛ ليخلق بها أسطورته الخاصة. كما حظي شعره بالاندماج في بنى الإسناد من خلال فقدان الأسماء لخصائصها مثل قوله : (( نحن لنا بغدااااااااااااااااااه  )) ص 39 فقد غاير المألوف ؛ بحذف حرف ( الدال ) الثانية في كلمة بغداد ، واستبدالها بحرف ( الهاء ) فأصبح الجزء الثاني ( آه ) فأعطى الاسم مسنداً لسانياً متأوهاً على ذاته بشكل طويل حتى أن (( آهاتها توصل أعمدة ذكورة آسيا بفروج أوربا )) ص 39 ومن فقدان خصائص الاسم قوله : (( بغداد الجديدة لم تعد جديدة )) ص 12 لكن الشاعر، الذي يؤمن بأن (( الابتسامة نصف الترتيل )) ص 11 يجعلنا ننعتق من هذا العالم إلى عالم صوفي حزين معاصر ، وربما هو الهاجس المركزي للشاعر؛ لأننا نتلمس في شعره صوفية حزينة معاصرة من خلال لغته الإشراقية ، التي عزف عليها ، حيث أجاد الشاعر كل الإجادة في توجيه مسار النص الشعري الذي شيده إلى مقترحات قرائية متعددة كانت هذه إحداها .

(1) اليوم الثامن من أيام آدم / شعر شاكر مجيد سيفو/ تموز للطباعة والنشر

 

 

شاكر مجيد سيفو

         اليوم الثامن من أيّام آدم

  

                      شعر           

 

 أهداء: الى سيدة النجاة وكلّ شهدائها القديسيين..

 

شكري العميق وآمتناني الكبير لمن ساعدني في طبع هذا الكتاب .

  

لوحة الغلاف للفنان العراقي الراحل :لوثر أيشو

 

 

دعاء قبل النوم :

ياااااااااااااااااااااااااااااااااااا عيسى الحيّ !!!

هل يكفي أن أكتب بلغة القلب

ومداد العين وفتوّة السنديان

وروح القربان؟

تعال ألي ّ الليلة ..خذني الى فمك ...

هل تعيرني أصابعك الربانية

كي أُدوّن ثريّاتي وأدمعها هنا

على حيطان سيدةِ النجاة؟؟

أذن سأكتب بقوة الفارقليط

 لأحلم ........ وأمضي . . . . . . .

                         *****

 

 

 

 

 

 

الحمد لكِ سيدتي

يا سيدة النجاة والناجين والنجوى والنجب والنور والنوارس والناردين والنارنج والنوح والنوى والنوء والنوستالجيا البغدادية  والنحل والنحيب  والنايات والنأي والنراجس والندى والنار والنسيم والنواميس والنواقيس ,,

أقول الحمد لدم الشهداء ـ دائماً ـ

وأبداً ـ الحمد للربّ،

أيها الخلق العجيب ,

ّيتها الخلائق العجائبية

حيّوا على الحرية،

وشهقة الناقوس

حيّوا على صباحات الديكة

بتيجانها الحمر،

حيّوا على الزهر وهو يقصّ

حكاية العطر،

كان آدم آبن النجاة يحّرض الرذاذ

 في الندى القدوس في سطور الكتاب

ودقات الناقوس في أجساد الشهداء

و يعلم أنّ فضة الماء

من فضةِ شيبي،

 

 

 

 

 

و يطلع ـ دائماً ـ من نون أًمّه

وأقصد من عينها اليُمنى

كان الغيم محشوّأ بالصيف

والعصافير محشوة بالمصائد

 والأصدقاء في سيدةِ النجاة

  قد ملأتهم الذكرى ..حينما

النار تأتي بالذكريات

والسحاب يأخذها الى الأحفاد والسماء

تتمدد الساعات هناك

 في حفلة  الدّم والمطر ،،،

مضى  آدم الى الماء كي يمشي

على الماء

ورماده بعضُ أبنائي

وشهقة عائلة الأسماء،

شمعته الوحيدة أدمعت

في ريشته

فآنهمرت الألوان من مجرّةٍ

 كأنها بلاد،

كأنهّا عيون الأنبياءِ . . . . .

السنابل صديقاته

وصمتها في عينيه

يسهر على راحتها وحليبها

على راحة القمح والرحّى

 والريح والروح والرمّان والورد

 ويقول لأصدقائه تعالوا

 خذوا قرنفلتي  : وآبتسموا

أذن آبتسموا، ألأبتسامة نصف الترتيل

من دموعنا سينبت فيها الهديل ..............

*****

أين أباؤك ياضوءُ؟

الرّماد يفوز بالجنائز الطائرة

لكنّ الربَّ لم تنته حراستَه،

عيناه أضاءتا الكرادة

 وشعّت على بغدادااااااااااااااااه . . !!!!!

 أين أنبياؤك ياضوءُ؟

أين أبناؤك ياشمس؟

أين أباؤك ياحوتُ؟

من هنا مرّ يسوع ابن مريم

من هنا أخذََ عيسى الحيّ السماءَ والطفولات الى بيته

فأحيا معها النجوم والتراب والنار والرغيف. ...

يا آدم  يا شمس الشهداء الأحفاد

انكسرتْ دالاتُ بغداد

فأصبحتُ أراها تضلعُ كلُّها

بعكازات الباب الشرقي

بغداد الجديدة، لم تعد جديدة

كما كنت أرى فيها  صديقي ـ ألياس ـ أبو المزّة-

يفكر كثيرا بمخلوقاته ومخلوقاتها العجيبة ،

لقد أعلن الأضراب عن السير في طرقاتها

وجبار أبو الشربت  لم يَعد يفكّر

بكائناته الغريبة،

حيث آعتم شربته,

لم أعد أرى جان دَمّو ثَملاً

في المشربية،

أصبحتُ أسمع نشيد القيامة

في عقد النصارى ..

وأكنس رماد الحمامات السبع

 من سطوح سوق الغزل

  و الرّماد يئنُّ في جسد الرشيد

 هناك رفع الطين أقدامه الى السماء

 فأمست محبرة الرب،

 رفع التراب أبوّته مرتبةً للعقل

والحريةِ والقيامة

 

 

بكى آدم الشيخ الكبير

سقطت دمعة كبيرة بحجم السماء من عينيه

على لوح الأجداد

فصار التراب بلدانا وكائنات وأقمارا ونساء جميلات

حينها بكى آدم الطفل الشهيد

سقطت دمعة كبيرة من عينيه

على مرآة أمّه 

فأصيبت بالحَوَل

أصيبت كل ّمرايا نسوة النهرين بالحَوَل

فآنبثق ترياق القمر من شفاه الرب

سالَ العالم زئبقاً من الأسئلة والنسرين.

الأرواح هناك تشيّد بلاداً

من تاءات سيدةِ النجاة.

 وآكتملتْ عائلة الأبجدية في جيمها ...

أكتملتْ سعادةُ التراب

في شجاعةِ السماء وكفّ الرب ّ

وروحِِ ِ الرقيم البغدادي،

كانوا كلُّهم يتسَربلون بأَلِفِ اللّه،

ويتزاحمون في بابِ الفردوس . . .

           *

 

 

لحظة آرتّجتِ الأرضون في الكرادة

  آندلقَ لسانُ الحياة فوق شفتيّ بغداد

أندلق لسان الموت يلطع حاءاتها

تهدّل سطح العالم حينما حطّ القمر عليه

كان الرّماد يقصُّ على الحكومةِ سعاداتها

كان الجنون فنوناً في بيوتاتها السرية

كانتِ الكرادةُ تسرَّحُ ضفائرها

في يمين الشمس

نام الشهداء على شخير الوطن

نام آدم على شخير البلاد

نامت الطفولاتُ فوق وساداتها البيضاء

نامت الأنوثات في الصفيح

كانت تشدُّ مشدّاتها في عنق الهواء

شخر الحلم في أنف دجلة....

طارت عيون الشهداء الى  حديقة الأمة

نامت الأمة على شخيرهم

كتب آدم آسمه /بآسم الحي ّ القيّوم

على تجاعيد الرغيف

 

 

 

كانت عين يسوع ترفّ فوقه

حملته الملائكة إلى أمّه وغاب....

    * * * * * *

ظلتّ الكرّادة تشخرُ في المغيب

 كان الغروب جثثاَ للزهر،

و دجلة يبكي – كمداَ - على روحه

أقتسم الشهداء فراشاتهم البيضاء ومضوا

نبتتْ في حدقاتهم سماءٌ خضراء

أمست بغدادُ تحبلُ من رمادهم

وألأشجار ُ تحبلُ من جمر كائناتها

و من دماء دجلة

كان الرّطب – في الكرادة – يسّاقط أحفادا

لكن لحظة موتهم 

امتلأ العالم بالسخام ..

   * * * * * *

يا عيسى الحيّ !

من أين لنا كلّ هذي الحاء كي نمتلئ بالحياة؟

من أين لنا كل هذي التاء كي نثبت في الأرض

 ونثبّت كرويتها؟

من أين لنا كلّ هذي الميم كي نتفرّخ من مؤخرة السماء

ونفرّخ في البلاد بلدانات؟

بلدانات وطيوراَ وأشجاراَ ومياها وترياقات؟

  *

سنهرب بالبلاد إلى الله كي يشفيها

من سرطانات السلاطين

سنهرّبُ البلاد في صناديق الجدات

وفي قمصان الشهداء،

 في بطاقات الحسرات الذكية لجيش الفقراء

وهم يفطرون

 ويتسّحرون بالعدس المليء

من رمل الصحراء الغربية

وأسمال يتامى الفلوجة والكاظمية

 وحشرجات نسوة القيمر والبقدونس

والنعناع والبرتقال والقرفة والزنجبيل

(وقد أقسموا بالتوراة والقرآن والأنجيل

أنهم لن يتقاعدوا عن العراق )

ولن يصوموا عن ترابه  وحليبه الى الأبد

لكنهم -دائما  -كانوا

يصومون عن العسل حفاظا على صحته الجمهورية

وعافيتهم الوطنية

يلوكون تجاعيدهم وأسمالهم وأرقام هوياتهم المهترئة..

 

 

 

أجلالا للشعار الجمهوري وتحية لأضراب عمال الشخاط..

سنهرّبُ البلاد في أسماء الشهداء

وفي دموع الأرملات

في ورق التين والتوت والزيتون

في حنين الماء للأجساد

في  طقم أسنان السنين؟

في طقم أسنان جدّي؟

في أسنان المشط للملكة شمورامات

في رغوة شامبو عشتروت

في رغوة الشمبانيا للشيخ العاشق والمعشوق خوشابا

في حندقوق قرياقوس

في جيوب القميص البنفسجي  

لنرامسين، ملك الجهات الاربع

في سيدارة عبد الكريم قاسم

سنهرّب البلاد في قاصة أمّي

وأعني صندوقها الخشبي القديم

سنأخذها الى الفارابي وحنين بن أسحق 

و سقراط وأرسطوطاليس

وأفلاطون وننقش في جبينها  منمنمات الندم..

 

 

 

سنّهرّب البلاد في آذان الأئمة والصالحين

في خبز العباس وقربان بطرس وقميص يوسف

في دقات نواقيس القديسيين 

ونداءات مريم وصراخ آدم وألف آدم في العليين

في تاج الديك الذي صاح ثلاثاَ

فأعتمت الصباحات آنذاك

وبكى سمعان حتى قيامة الدمع

حتى آبيضّت عيناه..........

************

يا آدم النبتة الأولى

شاخ هديل الحمام في الكرادة

فشاخت سيدتي النجاة

وشاخ نشيدك

سقطت الأيام البيضاء من تقاويم الأزل

جفتّ الأسابيعُ الخضراء في تقاويم الأبد

نبتتْ لحيطانها قرونٌ

قرنٌ يربط أذنيّ السماء بأذنيّ الأرض

نبتت لآدم قرون جديدة وعيون جديدة

هناك طحنتْ له جدته البُندُق كي يطُرد

 

 

اللصوص من أمام بابها ،،

يا آدم الخلق والخليقة والخلائق

ويا آدم الشهيد

يا من شاخت في فمه حبّهُ القمْح

أيها الحمام الملائكي،

من سيطحُنُ لك حبّات البُندق

لو شاخت أصابعُ أمّك؟

منْ سيتهيّأ للنزهة في الفردوس

ويطوفُ – بـ أعلام هولاء الأنبياء الشهداء وسيم وثائر وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

في عيد السعانين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كانت الرّيحُ تحمل عُكاّزها

وتمضي بالعماء إلى الساعات،

هربتْ عقارُبُها بالعماء إلى جيوب القمر.........

  * * * * * *

يا عيسى الحيّ

هل ستكتبُ الرّيحُ هجرة الورود هنا؟

نحنُ لا نرثُ حسيس الهواء

و فوضى الرياح وخرس التراب،

نحن منذ ألف وألف ورثْنا شجاعته

حين أجلسنا أثداء الشمس إلى كفيّ الأفق

 

 

أخذنا رغيفا للسماء،

وعطراَ للقمر

وبدْلة للنخلة

كي تتكلّل رهباناَ وأساقفةَ وكرادلةَ،

تعال يا آدم

خذْ للأفق رضيْعا

خذْ للأرض عكاكيزا،

الله الله بلادي تضلعُ

وتأكلُ جماجم أبنائها

الله الله ما هذي الأهرامات  الأهراءات؟؟؟

السماء علّقّوها في قرْن ثور بابلي،،

- اليوم – يا الله ، عطلةُ الأشجار,

اليوم – عيدُ الموت...

ياه.!!! !!!حتى للموت أعيادٌ يا الهي!!!!

***************

يا آدم الشيخ الأول

تكلّمْ مع ورقة الحظ لحوّائك،

خُذْ من حاءاتها سلماَ لك،

واذهبْ ، وسافرْ ،وطُفْ أينما شئت!

اليوم أرى الطفولة تشهقُ في طعام الديكة

 

 

إني أرى الصباحات تذرقُ في فم الدّيكةْ

و النواقيس تدمعُ في عيون الدّيكة

إني أرى سمائي الثامنة تسيل قمحاَ أسود

وتُهرّبُ قهوتي المرة في فناجين الغُرباء

لك يا آدم الغسق

ولحوّائك الشفقْ،

ولي أنا قاف الاثنين...

لي طير الجنون،

وطاء الطيران

كي أقبض على أجنحة أخي لاماسو،

كي أخذ سيدة النجاة إلى نجاتي

إلى نبوءة سحابي

وشجاعة ترابي

وموائد أصحابي..........................

***********

يا عيسى الحيّ

أعطني باقة ورد كي استقبل شهدائي

أعطني ممحاتَكَ

 كي أمحو الموتَ من تقاويم الحياة

 أو ـ في الأقل ـ كي أمحو ميمَ الموتِ منها

 

 

وأُضمَّها الى تاءِ الحياة،

التاءُ تمرٌ وتينٌ وتوتٌ وزيتونٌ وتَعَبْ . . . .

تعفنّت رئاتُ البلادِ في قاصاتِ الحكومة

تُفّ على كلّ  (...........................!!!!!!!)

تُفّ على كلَّ الحرُوب !!!

     **************

    

 يا آدم النبتة الأولى

 سنسهر أنا وأنتَ وقامةُ الحرفِ والشمس

 على أرواحِ هؤلاء

 كي يُشرِقَ الكلامُ الربّانّي من شفاههم

كي يطلع النور من جباههم

كي تطلعَ الأنهارُ من عيونهم،

لم تعدِ الحياةُ هنا ـ بيضاء ـ

لم تعدِ الحدائقُ صديقاتٍ لنا

نَسهرُ ويلُوكنا النعاسُ

لم نَعُدْ نسهَرُ ونَغلبُ السهَر بأوراقِ التاروت

لكنّ الشهداء مازالوا ساهرين في أروقةِ المتحف الوطني

لم تَعُدِ الحكوماتُ تستحي من موتاها

 نحن يلوكُنُا البردُ حتى في آب

 

 

نحن الذين نَبَتتْ أحداقُنا في حدّقتيَّ عشتار

حتّى بدّلَ الموتُ الليلَ بالنهار

حتّى بَدلّنا أسماءَ النهارات

فأصبحَنا نقرأُ ـ الأحدَ ـ الأحدَ الدامي، والأحدَ المعجزة

والثلاثاءَ ـ ثلاثاءَ الصالحيةِ الداميٍ

والأربعاءَ، أربعاءَ الرّمادِ ، شكراً ـ ل ـ ت إس إليوت

والخميسَ، رحيلَ الأجسادِ الى المياهِ

والجمعةَ ، جوعَ الصليب . . .

 نحن  ـ دائماً ـ نأخذُ من الجسدِ أعيادَه

ونحتفي بضوئهِ

 ونقطف من سُرَّةِ ميزوبوتاميا حبالَها

 كي نتعلّقَ أكثرَ بباءِ البلاد ...............

**************

يا عيسى الحيّ

ها أنا أكتُب ثلاثةُ وثلاثين وطنا

يوُرقُ في سطورهِ خمسون شهيداً

آخذُ نايي من لثغة راءِ الورد

وأُرسِلُ فيهِ كلَّ نوتاتِ الحَيْف

والحبَّ والحندقوق والحزُنِ والحَياءِ والحريةِ . . .

يا صديقي ،

 

 

ثَمةَ خطأُ أَخضرَ أحملهُ

في عينيّ منذ أيامِ الخلدونية

كلّما أًطلتُ التحديقَ في شيبي وعمارتهِ وأقداسِهِ

ومياهِه الزرقِ في مرآةِ الشاعرة أنخيدوانا -

كلّما سَمعتُ أنينَ عربانٍ وغربان في نعيبِ الغَسق .

  *************

يا آدم الشهيد الصغير الكبير

 سلامٌ على السَّحابِ والأنسولين

سلامٌ على رغيفِ أُمَكِ وهي تتعرّقُ مرتين

ـ مرّةً ـ أمامَ التّنورِ وأُخرى في مستشفى الولادة

سلامٌ على مُنمناتِ الباب الرئيسي لسيدتك الغالية

وهي تشيل البلادَ من رمادِها

وتُذكرَّني بشاماتِ خدّيَّ أفروديت ـ

سنَتُركُ ثيابَ العيد على أريكة الخريف ونمضي

سنجعلُ الأشجارَ تُسافرُ بلا آباءٍ ولا أُمّهاتْ

 من البابِ الشرقي الى الكرادة

سنمضي بالأعيادِ ونتركُها

في غُرَفِ آنتظارِ المطهر

 سنأتي بالحياةِ كلهّا

ونَتركُها في صالةِ الولادة

 

 

 

كي لا ينهمرَ السخامُ مرةً أخرى

من جَبينِ الكراّدة

سَنُعلَّقُ أَعناقنَا في مراوحِ المطابخ

نحنُ   يا –نور عيني -أَخَذْنا الغَيْرةَ

من سُرّةِ بغداد   

 فَنَبتتْ دالُها المعتمةُ في آحداقِنا

 وأَصابَتْ عيونُنا بالحَوَل،

نحن أخَذْنا من المجدلياتِ جَدائلَ القصائد

وَبَدلاً من الثَُريات سَرَقنا التُّفاحَ

ونمنا في ظلال الفوانيس

كي تَتَغَنَّج نسوة بغداد

بالكهرباءِ فيما بعدَ الحداثة

نحن تَهنا بمطرِ الدّمِ لِسيدتِنا السماوية

 حتّى نَبَتَتْ منهُ وبهِ ورداتُ أمّهاتِنا البنفسجية

 وحباّتُ وردّياتِ جَدّاتِنا وسط سُلالاتِ المطر

الآحمرِ  في بلادٍ بيضاء . . .

وحَشَرنا آحداقَ الشمس وأخوتهِا

 في حقائبِ أحفاِدنا يوم العماء...

 آدم يا أدّومي يا قرّة عين قومي

 

 

 -اليوم- لا تاءَ ولا حاءَ ولا ياءَ  ولا تاءَ في تسريحةِ

الشمسِ في نهارِ الآحد الدامي

آنكَسَرتْ أسنانُ السّماءِ في تكسيرِ البُنُدقِ

وأقصدُ انَفَرطَتْ سينُ سيدةِ النجاة

في مأتمِ الحمام البغدادي 

أنكسرت أسنان الحسد 

فآرتفعت عيون القديسيين بالبلاد الى الله

أَخَذْنا الطفولةَ بعيدا عن عيونِ الديكة

قُلنا للرّيحِ أَنْ تُؤدبِّ طائراتهم

أخَذَنا الأرضَ الى مستشفى المجانين

لتتوقف عن الدوران أو تحتفل

بعيد ميلادها الغامض في مستشفى الشماعية

أو لنبدّل دورتها

  سندور نحن بدلا عنها

  نحن أحفادُنا ذكرياتٌ خضراء

  أزهرت في كتاب الرسمِ والرسومِ المتحركة

هل يعقل للسماء أن تأخذ أحفادنا الى القمر

أو الى المريخ والمشتري وكوكب الزهرة وصديقتها عطارد؟

هل سيجمع هؤلاء نقاط حراسة الأرض كلّها في عيونهم؟

لم يبدّلوا يوما-أسماءهم ألاّ بآسم أكيتو..

 

 

 

هناك أذ يصفق الأسف لوحده

 تتمندل مسلّة اليمين بأصابعي لأنني حلفت –يوما-

 بعين الرب وعيون كل ّالقديسيين

كنّا أنا و ظلي نلهث في الأبدية عندما كان ينعكس

على حيطان البيوت القديمة

وعلى ظهور النساء البدينات

وعلى حدبات السراب  وفاتولات المياه وفضتها

كانت عينُ يسوع ترفُّ فوق روحِ الرّغيف

كانت أُمّهاتُنا يطبعن قبلاتِهنَّ

على الرّغيفَ، و يَشهقَن في روحِ التنور

وروح القمح والرّحى

راحاتُهنَّ أرغفةُ وحَنانٌ وجِنان

وحِنّاء سماءْ وراحة.

أينَ سنذهبُ بالقصيدة لو اكتْملتْ دورةُ الرّماد؟

أينَ ستنامُ الحمائمُ لو أمتلأتِ السُّطوحَ

 بالرصاص والطيشِ والظلام؟

هُنا على سطح سيّدةِ النّجاة

يُحلّقُ طائرٌ أخضر أو أزرق أو أبيض

يملأُ حقيبتهَ من زبيبِ الشورجة

 

 

 

فتفور بغداااااااااااااااااااااااااد  بالآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

 ويَتهّدلُ قمرُ الرّبِّ فوق سطوح منازلها

من الصالحية حتى المشتل

ومن باب المعظم حتى الزعفرانية .......

تعال يا آدم

تعالَ، خُذْ كتابَ النّرجس والثُّريات

إذ لا يجوز الحكُ والشّطبُ والحّذفُ فيه

خذْ نُقاطَ زيتِ الزيتون من جامعةِ النقاط 

خُذْ فرجالَ العالمِ ومنقلةَ العالمين

وأعيادَها كلهَّا،

إلى حبرِ أيّامي المغرّدةِ في تقاويم العَدمَ

إلى كريستال طُغراءِ مائِكِ القدوسّ

خُذْ المُرَّ واللُّبان والمنَّ والسَّلوى

إلى طيوركِ المزركشةِ في شالِ أُمّكَ،

خُذْ تَسريحةَ الأبدِ إلى تقاويمكَ

نحن لمْ يشُخْ هديلُ حمامِنا في رحيلِ القامات

أعطينا الأشجارَ ألقاباً فردوسيةً وقاماتٍ أبدية

أخَذْنا من جان جينية " أرجو الاّ يتغيرَ العالمُ

حتى يُمكنني – دائماً – أنْ أقف ضده.."

 

 

تَعوّدتُ أنْ أقْرأ امبرتو ايكو وهو يقول" إنَّ

 النصُّوصَ المفتوحة تكشِفُ عن المسافاتِ الشاسعةَ

التي تفصلُ بين مثلِ هذه الصيغ.."

هذه كانت شقاوتي مع النّص

و أنا أنزَلِقُ من ملكوتي

حين يَزُلقُ فوقه الشّقْراق أخضرَ

من جبال كردمند وسفين وديانا

والرّقْراقُ وحتى السمّاق والغراب....

والهُدهدُ من طغراءِ خاتم عيسى ابن مريم

وأنا أسبّح له وأقول :هبني كلّ خمور البرية واليم ّ..

*************

يا عيسى الحيّ،

نحنُ خَسِرنا ثلاثاً وثلاثينَ زهرةً

ورَبحنا خمسين زقورةً وبلاداً

من حدائقِ شهرزاد وشهريار

فآكتأبَ الرشيدُ  وآمتلأ شارع النهر بالرماد

رماد الصاغة وألعابهم وحسرات النساء الفاتنات

وماتَ بالسكتةِ الشعرية أبو نؤاس

مات من مرارةِ دجلةَ الحّلاج

وانتحرَ أوديسيوس على صدر أيثاكا

 

 

 

وحَزَم الأغريقُ أثينا بأحزمةِ غوثِ اللاجئين.

أوووووه ؟

إلى أين يأخذُني رمادُكَ يا آدم

إلي بالوعات الكرادة

أمْ إلى ثريّات تتكّلم بالضوء

وهي تهبطُ من سقْف سيدة النجاة؟

يا قلقي العظيم في جنون أرشكيكال

يا متاهة قلبي وتيهه في جنون أوروك!!

  * * * * * *

يا أدّومي يا عزيزي

البلادُ في فواق طويل

تسخّمت حنجُرتها ،

تعلّق الروماتيزم بردفيّ الكرادة 

فلم يعْدُ ينفعُ لها البروفين ولا التتراسايكلين

ولا الأمبسلين ولا المضاد الحكومي ..

نحن  لنا حمائمُ تُعادل بياض الملائكة

وأنت لك عصفورٌ زقزقاتهُ تشبهُ

دقات ناقوس سيدتك آمتلأ قلبك منها وبها

صغت منها سمفونية جديدة لرحيل قاماتها

لك قلبٌ يصلح لسماء حماماتها

ويتسعُ للفردوس ،

 

نحن لنا بغدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه

آهاتُها تُوصلُ أعمدة ذكورة آسيا  بفروج بأوربا

سقطتْ منها راء الحريّة،

فأصبحنا نقْرأها الحيّة ،

التّفتْ على عنق جواد سليم في ساحة التحرير

حينها أعلن الأضراب عن الحياة..

أنكسرت ْ ألفُ الأعياد في حنجرة بغداد

أنكسرتْ عصا الظلامُ على كتفيّ جسر السّنك

لكننّا لا زلنا نمشي في الشمس

تشمّسنا في آب اللّهاب

ورضعنا حليب أشهى الأرطاب

حتى تزوّجت نخلتنا كلكامش السعيد بآسمه

خرج الأجدادُ من عُرسه ممتلئين

بخمرة سيدوري

والأنساب والمطر وتراب أوتونابشتم

وزغاريد أورورو

خرج الأحفادُ بطاسات الحليب الأسود

فآمتلأت أوروك بالزبيب.

***************

يا عيسى الحيّ

دَخَلنا شتاءَ الأجدادِ بأقواسِ قزح هاربةٍ

 

من لحافِ جّداتنا............

الآن أيتها الدنيا وأنت ايتها الحكومة

أكتبُ عن مؤلِّف ومؤلَّف العالم  وأخطائه الخضراء،

عن تهريبِ البلاد

في قاصات اليتامى أو  مستودعات آلآاااااااااا....ه !!!!

هنا انفجرتْ سُرّة ميزوبوتاميا

فَنَبتتْ للعشب لحيةٌ في وثائِق الأزل

سقط خاتمُ جدّتي في بئرِ الأبَدْ

نامَ الأجدادُ دونَ إجازاتِ السلاح والكلل.

وباتوا يَعملون في حراسةِ نقاطِ الجدّات ،

هذه ليست أخطاءُ النّقاط

ربّما هي أخطاءُ الأجساد ،

أو أخطاءُ عائلةِ المياه

في تسريحاتِ الأشجار

في تفسيرِ أسم الوَردة

وظهوراتِ السُّموم في طعام الشّعراء

حين ينامُ أسرافيل في صالون حلاقتهِ

يأخذُ الحياةَ اليهِ ليقصَّ للصغار ضفائرَها

وهم قد تَعوّدوا أن يقطفوا ال "ئيل"

من عموده الفقري

عيناه تَدمعانِ نبيذاً أحمرَ

 

 

وأعواماً خَضراء

وهنا يُكمِلُ صومُ الملائكة...

  * * * * * *

وماذا بعد يا آدم الشيخ الوقور ؟

عُدْ إلى الحديقةِ السُّباعية

أدخُلْ بدموعِكِ إلى متحفِ الأحداق

أثْقُبْ بأبرةٍ الألفباءِ بيضةَ الكلام ومُحَّهُ

عُدْ إلى جناحِ حَواء أو تعلّق بِحائها وبتفاحتيها..

أزرعْ في جسدِها ألوان الطيفِ البنفسجي

طِرْ إلى المشتري الذي تَحدَّث عنه بَرديصان

وقال :"انه يَرمُز إلى لحمِ الأنسان"

طِرْ إلى زُحَل واّياك أن تُفكّر " بالزحلاوي"

خذْ منه زاءَه- فقط- لتكثرَ الزبيب في أرض شنعار

طِرْ إلى المرّيخ وخذْ منه راءَه كي يَسيل

رضابُك فوق مائدةِ كَاكَارين

تعالَ إلى عقارب ساعةِ دموزي الهاربة من عنق عشتار

تعالَ إلى مائدةِ اصدقائِكَ الأنبياء الصغار عند مذبحِ

سيدتِكَ النجاة كي تنجو من سَخام الكرادة،

طِرْ إلى مَردوخ وتكلّمْ معه عن لَوْعةِ الأساطير

التي لا تزال تغلي في دماغ ناجح المعموري،

 

 

 

أوْدع كريستالَ قلبهِ في صندوقِ الذمّةِ لسرجون الأكدي

وأسْألْهُ : أمازالتْ بابلُ = بابَ ئيل ؟؟؟

أمازالَ مردوخُ يُنِّقبُ في حوضِها وبربخها عن قيافِة

الحرفِ وكريستالِ الكلام وريشته ؟؟

يومَ كانَ الغَسَقُ يُقلِّمُ أجسادَ ملائكةِ النجاة

كانتِ الجنائنُ المُعلَّقةُ تتطايرُ مع الجنائز المعلّقة

على أعمدةِ الكهرباءِ في شارع الجمهورية

أيام الجمهورية وساطور الحرس القومي ..

*******************************

يا عيسى الحيّ

حينما أرتّجتِ الأرض تحت عباءةِ بغداد

قَام المنصورُ ووَبَّخ نجومَها

وترابها  وسلاطينها،

واَنتفضَ الرّعدُ يسألُ أمَّهِ عن سماء البلاد

هل مازالتِ النجومُ نائمةً في سُرَّتهِا؟

أمازالتِ الأقمارُ تتزوجُ في العَلَن؟

أصحيح كُلمَّا كان الموتى يَفركونَ خواتمَهم

كانوا يبرقونَ ويعودونَ إلى الحياة؟؟

وكلّما كانوا يفركونَ راحاتِهم كانتِ الحياةُ تَجلِسُ فيها

 

 

وتؤرِّخُ في راحاتِهم أيّامَ خُضرِتهم؟؟

انكسرَ جسدُ البرق في عينيِّ المعُلِمَينِ الأبوين الشهيدين

"وسيم وثائر"

وأخذت الحمائمُ ريشتها من دمعِ ومن ضوءِ عينيّهماِ

وخطّتْ على حيطانِ سيدة النجاة أسماء الأنبياء الشهداء..

فأرتجتِ العالمين تحت قدميهِ

فتحّولَ آدم الصغير الشهيد إلى آدم سيّد الخلقِ

والكونِ والأرضيين.............

 يا آدم  الصغيرالشهيد

يا أدوّمي

أنت أغويتَ السحابَ بنقشاتِ قميصِك

الأرض كلّها معقودةٌ الى 

سُرةِ ميزوبوتاميا....

يَنسسلُّ منها أحفادُها وهم يَصرخُون:

بغدااااااه  بغدااااااه  بغدااااااه !!!

مَنْ هم هؤلاء يا أدوَمي؟

" نخلُ بلادي أمْ فَلّذاتُ أكبادي

هكذا هُمْ منذ الأَزَلِ والى الأبدِ

وطُززز بكلِ الحُسَادِ !!! "

  * * * * * *

 

 

من شَهقاتِ الملائكةِ وِلدتِ الرّيحُ

ومن أثداءِ السّماء وِلدَ الأنبياءُ

كانوا يرضعونَ الشُهبَ والسُّحبَ معاً

ونحن كُناّ نَرضعُ من دجلةَ والفراتِ شجاعةَ الماء،

كنّا نطاردُ لصوصَ المَطَر بمِعاطفِنا

ونجمعُ أطفالَ الثلجِ بعباءاتِ شيخوخاِتِنا

ونختُم الرؤيا بِمفتاحِ الجَسَد ،

لنا محبرةٌ واحدةٌ هي السّماء ، وهي محبرةُ الرّب

يَرقدُ فيها القمرُ ويَحلمُ بنساءِ أفنيون..

لنا فرشاةٌ مُقدَّسةٌ

نَمشي بها إلى جنازةِ الذّهب لِلوثر الفنان

وتمشي بنا إلى مرايانا

لنا فرشاةٌ هاربةٌ من يدِ الرّياح

نحنُ أرسْلَنا له ريشتَه في بريد الرّيح

وجدولِ الدروسِ الأسبوعي لحبيبته – ديري –

ولأحبائه  و قيامة الفرشاة والرغيف

طَرَدْنا الدخانَ من رقائقِ الشتاء هناك

فاَصطادْنا الصيفُ ، واَبتَلعتنا نون حزيران

الله الله الله....!!!!

مات  صديقي لوثر الفنان....

 

 

 

طززززززز بنصف الدنيا

وأهراءاتها اليومية!!!!!!!!!!!!!!!!

سقطت سراويلها من مؤخرتها

 وهي تركض أمام الموت

زعلنا على تائه الطويلة المفتوحة -دائما -

زعلنا على آبتلاعه وردنا الجميل

زعَلنا على الدمعِ، لماذا جاءَ هكذا رخيصاً

في حفلةِ زواج حزيران بخلقته..!!!!!!!!!

أيتها الرّيحُ كوني عاقلةً

كي نُرتّبَ له قبراً في – ديري-

كي نُصففّ تسريحةَ الحمائم ِ هناك

كوني عاقلةً أيتها الأرضُ

لندر معا أنت ونحن كما نشاء نحن

كوني عاقلة .. كوني مجنونة

كي نُولَدَ مرّةً أخرى من سرّةِ الأزَل

في قماطِ المطرِ ،

بعيداً عن مطرِ حزيران الأسْوَد

نحنُ لنا دمعٌ يَدُلّنا إلى دَجلةَ

وضوءٌ يَدُلُّنا إلى شَيبْ المَغيب

 

 

وأجنحةٌ تُوصي بنا إلى قارةِ الطَّير

نحنُ قبضنا  علىالسَّراب

حتى قيامةِ الصحراء

كلمّا مَرَرنا على دجلةَ نَتفرّعُ منه

ونسابقُ أخضرارَ الحدائق السماوية

نحطُّ في فمِ الرَّبيعِ عطورا من بلاد الشرق

نمشي ، نَطيرُ ، نُوقِفُ هَلعَ الأشجار

في أرتعاشاتِنا

نُوقِفُ الموتَ عن سعادتهِ

في رذاذِ نَدى الحياة

نُوقِفُ الهُدهدَ في برّجِ الجدّي

كي يأكلَ الحنّاءَ من كفّ العذراء

كلُّ هذي الحياة يا آدم لا تكفي لرياضاتنا 

ورياضتنا !!

نمدُّ أكفنَّا لها

فتمتلئُ بالحنّاء

لحظةَ زواجِ الأرضِ بالسماء...

  

*****************************

 

 

 

يا عيسى الحيّ

ها أنا ذاهب اليَّ

إلى شؤوني ، أحلم بنصي الشعري الغريب

أذ تحنو عليه الحروفُ والمَلِكات

ولا أقولُ الكلِمات

مات صديقي التشكيلي في

لحظة زواج حزيران بالصيف اللزج

ضاعت ِ الحياةُ بين جثث الظلام

بين أسنان الموت

بين ياءات الرحييييييييييييييييييييييييل

في درج خزانة الملابس الداخلية للموت

في دَرجاتِ روزنامةِ صديقي..

حَفيفُ مَنْ هذا يا موتُ يُغرقني أنيني

أحفيفُ نبوءاتٍ  قديمات أمْ أنينُ

طوفانٍ أحزاني  أم نوتات أنين أنيني   ؟؟؟؟   

أيّها الرّبّ يا أخي

وأعني يسوع

 أقول : للحمام يا حارس أجنحتي

وأمتلئُ بالهديل

وأرفَرِفُ فوق الينبوع

 

 

أقولُ يا ذا النجاةَ والفَردوس

أعطِني شجراً كي أتَسقًّفَ سماءاً

أعطِني مطراً كي أمتلأ بالدّمعِ

وادْمعَ وأجمعَ في راحتيَّ كلَّ الدموع

فأنا عندي في متحفي أرملاتُ من دموع

أقولُ لسيدتي ، سيدةِ النّجاة

هزّي جذعَ النخّلةِ كي يسَاقطَ الرَّطُب أحفادا

قالت: سأهزّ لكَ السماءَ كلَّها

فتسّاقَطَ النجّومُ كلّها أحفاداً وبلاداً

أيتها الغيمة يا أختي

لا تذهبي بعيدا عن جَسدي الصّديدْ

تَصدّقي عليه يا حمامة

أيها الرّمادِ يا صديقي

لا تَقترِبْ من الشُّرفَة

هناكِ الطيورُ تتزّوّجُ

والأزهارُ تُصَفقُ

هناك الله ، يَفتَحُ لي طريقي..

مَنْ هذا الذي يَزورني ويُروزُني هذي الليّلةَ؟

حفَيفُ مَنْ يَملَؤُني حَنيني

ويُغرِقُني أنيني...؟

 

 

أيّها الهدهدِ يا ولَدَي العاقل

لا تأكَلِ الحناَّءَ من كَفِّ العذراءْ

فَأنا وَأنتَ لنا موعدٌ أخضرَ في السماءْ . .

يا حارسي الشخصي

يا حمام الأبد الخليل

لو يَشيخُ الهديلُ

أين سَتحطُّ الحمامةُ ؟

أينَ وكيفَ و مَتى

سيتزوّجُ الحمامُ،

أفي مأتمِ الطّيورْ

 أمْ سَيمنحُه

 الأطفالُ في أحداقِهم

مسكناً من حرير..

أيها الموت أيها اللصّ العجائبي ..!!!!

يا   أيّها ألأيّها ألأيّها  ألأيّها!!!!

ويَهربُ قدّامَ تاءِ الحياةِ الدّورةِ

...... وهكذا حينما رأى حاءَ الحياة

أصِيبتْ عيناهُ بالحَوَلْ....

أصييييح يااااااااااااا عيسى الحيّ!!

أوأمتلأ بالخمرةِ المقدسةِ

 

 

 

وبالرّغيفِ الربّاني وأحتَشُد بالحمائِم

والعصافيرِ والنواقيسِ وأمطارِ الأزَلْ..

  * * * * * *

هكذا يا صديقي القديم المطر

على سلمّ أميّ رأيتُ جَسَدي

قُرْبَ يافوخةِ القَمَر..................

يا آدم الشيخ الوقور

يا صديقي القديم  ويا صديق الشجر

يا ترابَ الصِّدقِ ، وصِدقَ التّراب،

- اليومَ – العصافيرُ ، الحمائمُ ،

الأزهارُ ، الطفولاتُ ، النواقيسُ

كلهُّا أراها تَصفُنُ،

لا أدري بماذا تُفَكِّرُ  الآن،

هل تُفكِّرُ بلونِ بَشرتِكَ ،

أمْ بنمرة طحينكَ ،

أمْ بالآم قمحِكَ وسنابِلك؟

أمْ بالآم وأوجاعِ حنجرَتِك وأُذنِكَ

والأسبرين الناقصِ والأكسباير

في صداعِكَ وفي دوختِكَ؟؟؟

 

 

 

- اليومَ –نبتت بَحّةٌ كبيرة في غنائي

واحتشدتِ الغصّاتُ في حَلْقِ ناقوسِكَ

تعبتُ من  ماركات الأسبرين والنّار

والنارنج والتينورمين من فواق الشفق

لم تَعُدْ تَصغي لصياحِ الديكةِ مخلوقاتي،

هَرمتِ الديكةُ ،

فهرَمَ صياحُها وهَرُمتْ صباحاتُها

ضاعتْ في مجرّةٍ قديمةٍ ،

يا زعل المطر والنسيان

كُلّما أفتح نافذتي لا أجدُ أحداً من الخمسيْن

فقط -أجدُ الأنتظارَ الغبار والجنيات والجان

والريّحَ تُصَفّق لهم

هناك تمرُّ ألأزهارُ بلا تحيةٍ،

وبلا فراشاتٍ وبلا عِطرٍ وبلا حَسَد

وبلا عسل ، ويَزعُل النحلُ ،

وأفقدُ نسائي في قارورةِ

الزعلِ والعسلِ معاً

ايّاكَ أن تَذهْبَ – مرّةً – أُخرى إلى زُحَلْ

هل ترغب أنْ تبقى في الزّحلاوي،

 

 

فهو الذي يعطيك جسارتك الخضراء

أنا بَقيتُ ، ومَكَثتُ فيه اربعينَ عاماً

فأعطاني الجنونَ والتّيهَ

واللبّلابَ وأقصُد نسوةً من حرير

وثرثراتِ عناقيدٍ

وجسد يتقدم أمامي كلّما أوغلتُ

في الكأسِ والرّمسِ والشمس والريح

سَقتْ أعمدةُ شجرتي الوحيدة

وفَرَّختْ فيها الزرازيرُ ليال حالكة طويلة

فَتجمّعتْ حولها أراملٌ مُتنَ بعيداً عن الكوليسترول

وقريبا من مياه الذكورة المشتعلة

أنتَ لحظةٌ تتّكرَرُ في كلِّ مكان

أنتَ الغيمةُ التي تتكررُ في قطرةِ المطر...

أمامَ سيدةِ النّجاة

كانتِ الريّاحُ والغيومُ والشُّموع تَركُضُ

على صابونةِ رُكبتي

كان الشتاء يبكي على أبناء الصيف

" كانتِ الريحُ تَستجدي العصافيرَ "

ونحن نستجدي الريح لتنقلنا على ظهرها الى الله

والبلادُ تَستجدي التكنُوقراط  والحرية من الفقراء

 

 

والنوارسُ تَلمعُ في مرايا النساءِ الجميلاتِ

كانَ النخيلُ يستنجدُ بالطفولة

والحزنُ يتَسرَبل بأعذاقهِ

و القمرُ يَرقدَ في سريرِ النّخلةِ

كان آدم يَرْقُدُ في سريرٍ لظلّ الربّ

- سهواً – فلتتِ البلادُ من شفتي

- سهواً –سقطت أمّي  من درج السماء

آنكسرت أسنان السلالم  هناك

من حسد الملائكة

كانت الكرادةُ تتسلّى بسخامِ اللصوص

وتدّخرُ السهر لليال ملأى بالنخيل

والشعراءُ يشيخونَ على عَجلٍ

في ذاكراتِ أمهاتهم

وسوادِ ثيابهنَّ............

لأجلِ حَواّء يا آدم

نَحلمُ أنْ نحيا وننام ونحلم بكاملِ خُضْرتِنا

بأمشاطِ شعورِنا ومرايانا

وأطْقُمِ أسنان جداتنا

وشاماتِ أثداءِ نِسوتِنا

نَحلمُ أنْ نحيا ونحنُ نَضحكُ على الأشجارِ

 

 

 

والتّماثيل والكِلابِ والريح

وفي ذِممنا نسخة من غبارِها وبولِها ونباحِها...

اذن ماذا سنفعلُ بكّل هذي الحجارة؟؟

ونحنُ لدينا ما يكفي

من التّفاحِ لِرَجمِ أورشليمَ والكرادة

وأطلانتا  هملايا ولوكسمبورك ونيويورك ؟

كم يُؤلُمنا الدزنتري الوطني

كي نُسدد أقساطه قطرة قطرة

كم يُؤلمنا الشعرُ، الشعر الشعر

الذي نَسهَرُ طويلاً على راحتهِ

الذي يتقدمُ في الفجرِ مع القيمر

 في صباحٍ أزرقَ

و مع الملائكة في مساءات غامضة..

*****

 آدم يا آدم الشيخ الجليل

حين تموتُ أنت

مَنْ يواريكَ

وأنت التُّراب؟

آدم غَمَرتهُ الفجيعةُ

 

 

 

في محنةٍ صقيلة هي محنةُ الشاعر

يقولُ  صديقي الشاعر الرائع عبد الرزاق الربيعي عنها:

"أمهاتُنا لا يَسْمحَنَ لنا بالشيخِوخةِ

حتى وتَسلُّقِ الأيام"

ونحن نشيخ بالثلج والنايات والرماد

والشعر والخمور الرديئة

"هل لديك عقارٌ يُزيلُ حزنَ أمّي يا آدم "؟!

آدم يا آدمَ التراب

صَفّقَ لي السحابُ

ولم أعُدْ أرى في سمائي قمراً يَحكي لي

عن رحيل أخضر لسيدةِ النجاة

الآن أرى سوادَ ثيابِ أمّكَ

أمامَ قدميها يَخلعُ المطرُ سعادتَه

والرياحُ تصَفّقُ للنجوم

وتَرضعُ منها

كانتِ السماءُ سريرَك

وعشبةُ الخلود تصعَدُ إلى سلالةِ سَمعان...

حتى آستنبت لي الروح الثالث ناموسا

كي أجعل التراب يحبل بمني الملائكة..

 

 

 

قلْ لِحراّسِ الفردوس

 أن يُربّوا حواسَهم – دائماً-

من أجل أمّكَ التي هي حواسُك كلُّها

ومن أجلِ أبيك الذي هو الناموسُ كلُّه

سقطتْ قطرةٌ من زيتِ الزيتون

في فمه  فآبتلعها، إجلالاً لبستان الزيتون

ولصديقي الباذنجان !!!

نسيت أن أكتب آسمي في مدونتك

فتوارى الغَيمُ فيها

خذَلَتْ صباحاتُكَ العصافيرَ المصابةَ

 بأنفلونزا المطرِ الأسْود

خِجلتْ منها أَبجدياتٌ تَبني أعشاشَها

في آذانِنا

أمْسَينا نُلقي التحايا ـ فَقْط ـ على الألمِ

ـ وأحياناً ـ على الموت ـ

 الله الله !!  مات صديقي لوثر الفنان .!!!!

 ونحن ما زلنا في انتظارِ صموئيل بيكيت

( عذراً لكَودو!)

لماذا أيها المختلف بدّلت العنونة

 

 

لأني أريد أن أكون -دائما –هكذا كما أشاء

أذن أذهب الى مطحنة جاك ديريدا

وخذ منه حفنة قمح من الأختلاف

وآدفنها في نصك العجائبي..

نحن مازلنا بآنتظار الرب ّ في القمح

أو بانتظار القمح في روح الرب ّ

في انتظار السّراب والرَيحِ

في خيانات النوافذ

في بريق القمصانُ الحريرية

كانَ لنا ترياقُ البَردِ والسّحابِ

كي ندافعُ عن الماءِ في حفلة النار

كي ندافع عنه ونطرد غراب الموت

بين جوعى وحرامية منهمكين

بقرض صفائحِ اليورانيوم والمصارف والعقود

يسبحون كالأشباحِ في سخام الكرادة

أيَّ قرُصٍ تُريدُ لهذا الصداع الوطني

لهذه السمفونية العاشرة لك؟

قرصَ الشمس أَمِْ الأسبرين أَمِْ قرص النعناع

 أمْ قرص هوية

أم "قرص الرقاق" من عجين أمّي ؟؟؟؟

تزوّجَ الموتُ هنا، حتّى عائلةِ الهواء

نكايةً بشجرة الحياة

 والطيور التي تتحدث مع سجّانها 

في أقفاصها ونزلاء السماء..

 *****    

يقولُ آدم –رغم أني نبتت لي حدبة كبيرة

أمّي سأتبعُكِ أينما ذَهَبَتِ

الى الرغيف والنارِ والماء والتراب، والنور

سأتبْعكِ حتىّ الى التّنور

سأحتاجُ الى مسمار واحدِ لا يكذب

حين أدقّهُ في حائطِ غرفةِ نومي

كي أعلِقّ عَليهِ صورتَكِ الشمسية

سأحتاجُ إليكِ حين تعيرينَ  لي شمساً

وغيمةً وسماء

 ونوستالجيا  نجمةٍ وجديلةَ أربائيلو

وضفائرَ نوهدرا

سأحتاجُ الى شَعرِك الأشيب حتى لو فاقَ بياضه

ثلوجَ كارا وهندرين وزوزك وهيبة سلطان وشقلاوا

أَعرفُ بأنَّ عينيكِ هي نجماتُ سماء بلادي

أسألي اللهَ، مَنْ هو أجملَ؟

الرّمادُ أَمِ الحَمائمَ،

العصافيرَ أم الطائرات،

 

 

البرتقال أم الرمان أمِ أثداءَ الجميلات؟

أسالِي الحريةَ عن أسمال النزلاء

 في سجونِ أبي غريب وبادوش وبوكا ...

أسأليِ مار أفرام السرياني ويعقوب السروجي ومار نرسي

أسألي هؤلاء الشعراء السريان:

الياس متي ويونان هوزايا

وأديب كوكا وأكد مراد وبطرس نباتي

وآبراهيم خضر ونمرود يوسف

 ونوئيل الجميل ولطيف بولا 

وسامي بلو وسمير زوري وعادل دنّو

عن الذهب في  الألفباء السريانية

عن أطفال الحياة في كراساتهم الرسموية الملونة

أسألي :نرام سين ونيشا وآرام  ونرساي

ونينوس ولاتا وبهرا ورابئيل

ودومارا وآشورينا ونوهرا

وبنيثا ورمراما وشمشا

عن مظلاتِهم المليئةِ بالقبل

وريشاتهم المليئة بالنجوم

أسألِي الأمهاتِ عن كوفياتهنَّ المليئاتِ

بالدموعِ والحسرات

 

 

أسألي الفاتنات عن تنوراتهنّ المزركشة

بأسئلة الأنوثة الضاجّة

وروائح مياه الذكورة الآدمية           

 وبتواريخ الأمطار الشهرية

وآكتظاظ الذكورات في آخر الليل . . .

*******************

آدم يا آدمْ الشيخ الوقور !

طِرْ الى زُحَلْ ولا تسأله عن الزحلاوي

 دَعْهُ لي،

فأنا ألقمتُ سمائي لخمسينَ ربيعاً بهذه السّموم

طِرْ الى زُرْقةِ الحمائم

آحملْ معكَ شجرةَ الزيتون ـ أينما ـ ذهبتَ

علّقْ خرز ظهرِ جدتك

وورديتها التاسوعية في عنقِكَ،

آذهبْ حيثما تَشاءُ بالصّمت والنخيل

دعهْ بعيداً عن ثرثرةِ المقابر

بعيداً عن جثث السَّراب

خذْ معكَ إبرةً،

وآحشر الأغنياءِ في خِرمِها،

لا تحزنْ، خُذِ المُستقبلَ في

 

 

 

لفافةِ تبغٍ كي تَنجو من يَدِه الطويلة . . .

تعالَ يا آدم الى جوعِ النشّيد السماوي

تعالَ الى لسانِ الهدهد الذي لا يكَذِبْ ـ أبداً،

هنا ارتفعتْ قامةُ الملاك،

هنا ُ ذرفَ الله دموعَه كلهَّا

حتى جفّتْ عيونُ السماء

 من أجلِ ألاّ يتقاعد الشتاء

 وترحلَ السنابل بلا شمسٍ . . .

هل ترَغُب أن تدفُنَ جسدَك

في رمادِ حبيبتكَ؟

تعال اليها

ستفوزُ أذن بهذي القصيدة؟

لا تَزعلْ من الأرضِ، سواء كانت كرويةً

أمْ مُحدَّبة؟

فالقبورُ كلّهُا سواسيةً

نَمْ على ساعدِ الرّيحِ

وازرعْ مرآتَك في الروح

أنا لا أخاف من الأزهار حينما تَدمَعُ

ولا أخافُ من الفَراشاتِ حينما تضحك

 

 

أنا لا أخاف من حاء الحكومة

لأنّها كلما ضربت الرياح كتفها

آنحنت لها وتعلّقت بالآآآآه!!

لا تَزعَلْ من قلبكَ

لا تتركهُ وحيداً هناك بعيداً

ستكنُسهُ سلالةُ هوائهم الأسود

وتقرضهُ أرضتُهم

الرّيحُ ترقُد خلفَ بابك

وأمّك تَرقُد في العَتَبة

تعالَ نتقاسمَ الرّيحَ

الحاءُ لك، وأقصدُ الحياة

والرّاءُ لي ، وأقصدُ الرّوحْ...

***************************

سلامٌ عليكَ يا عيسى أبن مريم

سلامٌ عليكَ يا آدمَ الصغير

ويا آدمَ الشيخ وأب التراب

سلامٌ على كلِّ التراب

على ترابِ سيدتك الجليلة

ولا أقصد " جليلة الأعسر" بطلة قصة الدغل للقاص الراحل محمود جنداري"

وأقصدها- أحيانا. عندما تهيج نخلتي ...

 

 

سلامٌ على أبرة العالم

وقبلاتِ السماءِ على خدّيّ الأرضِ

سلامٌ على ذكرياتِ الحمائم فوق قبةِ سيدةِ النّجاة

سلامٌ على حجارةِ الضّوءِ وأقحوانة الكلام

سنمضي في الريح لِنقبُضَ على مؤخّرتها

سنتدافَعُ هنا حتى لو وقعت أحداقنا في حَوَل مرايانا

سَنأمر العاصفة بالصمت

ونجعلُ لقصيدتِنا هذه أجنحةً

كي تطيرَ إلى الله...

  * * * * * *

يا عيسى الحيّ

منذ ثلاثةٍ وثلاثين دجلةَ وأنا أجمع الدمع  

كي أبتكر دجلة آخر من دموع الأرملات

منذ ثلاثٍ وثلاثين نينوى وأنا أخبيء يونس

في عينيها كي لا يبتلعه الحوت

منذ ألفٍ و ألفٍ وأنا ميت أرثي البلاد ذاهبةً

في الطحين والرماد

ويواريني القمح والرماد والتفاح 

عسايَ أطير مع عصافير الكرادةِ ،

أو مع حمامات نينوى ، وحمائم بغديدا

 

 

عساي أرى الله وهو يرسل قبلاتهِ

لشفتي ميزوبوتاميا

كان آدم رائقاً يذهب في الرغيف

كان "رديف" رائقاً يذهب في البنفسج والطحين

كانت" ساندي" تمرّ بورد البيبون على باب نركال

وتشعل ضفيرتيها- وتقطّعُها لسبعِ

من الأمهّاتٍ الخديديات

هناك الحمائم مدّتْ مناقيرَها

فأجهشت البلاد بالدمع الوطني والنشيج البابلي

وأجهش حتى التراب بدمع الشباب

وأجهش دمع السحاب...

كانت أمّي تُربي جديلتها بأمتداد السنابل

بأمتداد قامة النخل في وطني

بامتداد هامة الشهداء

حينها مرّت حمامةٌ وحيدة

فوق قبّة سيدة النجاة

فأنكسر الهديل

وأنشقَّ حجاب الكون

دخلَ الأبناء فردوسَهم

والظلام أدركه الرحيلْ...

  *

 

 

مرّت حمامةٌ هنا

فأخذتِ يدي فناوشتني خمسة وخمسين كوكبا

وآمتلأت بالقمح حينما فركتِ ذكرى السنبلةْ

وآمتلأ العالم بالدقيق  حينما فركوا راحاتهم

ومشيتِ إلى حيث ينبت ويزهر الورد

في جثامين ضحاياكِ

وأخذتُ منها بقاياي

ومن رغيفك الضاحِكِ في تنورّكِ

أخذتُ واخذتِ أنت أيضاً أعالي الكلام

وأعالي السنابل

فغدا القمح أبوّة

والضوء بنوّةٌ

والسماءُ أمٌّ..

أذن سنذهب في الرّحى

كي لا تنكسر قامات السنابل في الظلال

كي لا ينكسر على أجسادنا الأقحوان

سنعلِّقُ فوق بيوتاتنا أم سبع عيون

من عيون الحسّاد

والينا يلجأ النسيان

 

 

عينٌ تحصي أعواد الشخاطِ

في عينيّ من الحسدِ ،

وأنا من أخَضَرار اللون في عينيَّ ،

أعطيت الخضرة لعيون وطني العتيد،

" فالحسود لايسود وعين الحسود فيها عود"

عينٌ  أمّي على نخلِ بلادي

وعين يسوع على تمرها الخستاوي

نحن –دائما- نعلِّقُ في  ذاكرة النخلِ جرساً ,,

كي لا تنسى النخلةُ أسماءنا ودقّات النواقيس

حين يدقُّ جرسُ الدرسِ الأول

حين يعلو صياحُ الديكة

تركض جدّتي بورديتها إلى مرمر الكلام

تهرع الطفولات إلى تحية العلمِ

وتنشد:" علمي علمي نورٌ الأممِ"

  * * * * * *

سيدتي ، يا سيدةَ النجاة

أنا نجوت من لغوِ الريح والرياح

ومن أحزان الأسلاك الشائكة

وشقاء الجدران الباستيلية الكونكريتية

نجوت من شقاوة الحرس الخاص

 

 

ومن ظلام بدلاتهم الكاكية أيام زمان..

كنت أحرس نقاط جسدك ببياض دموع عيني ّ

حينما خرج أبناؤك بقمصانهم الوردية من الرغيف

في حفل الرصاص و الماء

حينما دخلوا حفل الرغيف في رحلته إلى السماء

هناك انكسر كِتفُ الأفقِ وأعوَّجُ فكُّ المغيب ،

أنكسرت رَقبةُ الكرادة،

فصاحت بناتُها ، وابغداداااااااااااااه !!!!

علّق آدمُ قلبَه إلى ناقوسها

كانت دقاتِه تقتاتُ حتى على دقاتِ قلبهِ

ومعاً كانت دقاتُ قلبِ آدم تقتاتُ على دقاتِ الناقوسِ

فالتَمعَت هنا صورتا الأبوين ثائر ووسيمْ

وضج الخلق والخليقة والخلائق بجمر دمائهما.

*******

أناديك بغدااااااااااه!!!

منذ أن تزوج المنصور سلامها ووبّخ ظلامها

منذ أن كرع الأولاد هنا دموعهم 

 أتذكر أني  شربت دمي  وها أنا أشربُ دمعي

وأسهو عن  الدم و الشمبانيا،

وأسهرُ، تأكلني الذكرى

 

 

وتَبتلعُني الذكريات

وهناك يطيرُ الحمامُ بالجثثِ

ضحاياكِ سيدتي طاروا بالحمامِ

وآمتلأت بغداد بجثث الظلام..

الله يا بغدااااااااد !!!

الله الله ....!!

لماذا أرسلت لنا يا بغداااااه كل ّهذا الرماد

ونحن لدينا من التنانير ما يكفي لحرق

 الروح والريح معا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ولأطفاء –حتى- مياه الأطلسي!!!

       * * * * * *

في باب نركَال أفرغتِ شموسَكِ

في جثامين أخوتك

آخذت يدي فناوشتني

من سمائِكَ خمسين نجماً

كلّما لهجت بآسمائهم،

سطعوا على العالمين

وآرتجت السماء بجماجمهِم

وآهتزتّ الفردوسَ بأرواحهِم

كان رديف يقول، آنا قمرٌ

 

 

ومن غَيرتي على ضحاياكِ يا أختي

أتنازلُ عن ضيائي لهم ولك ,

ياسيدتي بجسدي تطير كلّ المخلوقات

دجلة يَنسى اسمَ بغداد

والشهداء ينامونَ بلا وطنٍ

ونتزوج نحن نخلةً واحدة

وتَتزَوجَنا كي تنجب وطناً يُشبهنا

ويدلّنا إلى أقمار في أجسادِ موتانا..

ماذا تقول البلاد لو مُتنا كلُّنا دفعة واحدة

الرمادُ يلد تقاويمهُ

دجلةَ يَقف في انتظارِ الغرقى

في منتصفِ الجسدِ

يبلغُ جراحاته

الزهرة تُطفئ عطِرها في أجسادنا

جرحٌ يولد جرحاً

وتتناسل الجروحُ حتى في حيطانِ

سيدةِ النجاة و نبدأ من زرقتها

ونعودُ إلى جرنِ المعمودية..

 

********************

 

 

يا آدم الشيخ الكبير

كم نحتاج من النساء

كي نسددّ أثمان الماء الذي في أجسادنا؟

كم نحتاج من المياه كي نودعها أجسادهنّ

و الماءُ  هنا أصبح أخضر، أحمر,أزرق

ننام  ونستيقظ على معجزاتِه

من هنا يبدأ التفاح والموز والرعشة فصولها

تبتدئ الشمسُ، الفراغ ، الأجساد

يتناسل الضوء في جرح آدم..

يقطر الرخام زيتاً

من هنا تغادرنا أحجارنا إلى أسمائنا

إلى نرجسة حتى تبتسمون لها

وتدفنون ضحاياكم فيها..

أذن  خذوا الحرب إلى  البالوعات والندم

خذوا طيرٍ الحب  ودعوه

يرقص فوق أصابعِ السنبلة

خذوا الكواكبَ كلّها إلى أوردتكم

كي لا تتعطّل الخطى

خذوا الأقمارَ إلى أجسادكم

خذوها ليتسّعَ الزمانُ للسنابل

 

والفراغُ للقمح

والنهارُ، نهارُ الأحد للذبيحة للنواقيس..

يقول آدم الصغير :

" أحلم أنني عدتُ من الموت لأَحيا"

خذي آدم إلى الطفولة

لا تأخذيه إلى الحجر،

عصفورٌ أزرق يرتل حياتَه على رحى سماه

يحمل تصريحاً من الملائكة

حينها "ستخضرّ عيون الشهداء على الأبواب

علّّقي عيون الموتى عليها "............

سيأتي آدمُ وقد لوى عنق الأفق

الظلُّ يسند ظهرَه

نشربُ معاً نخبَ الشمس

وننامُ في سورةِ اللّهَبْ

أياّمنا كلّها بلا سببْ...

أمطارُنا عاقلة

وأحزانُنا ذكيّةْ .......

والنخل سَغب.......

والبلادْ  كلّها شغب شغب شغب !!!!!!!!!!

*****************************************************************

                                       أكتمل النص في 7/آب/2011

                                         

نخبة من النقاد والكتاب والأدباء يتحدثون عن الشاعر وتجربته الشعرية في أعماله الشعرية السريانية والعربية.

 

•العزيز جدا الشاعرالشاكر : إنك لفظة مختارة تتراقص على اهدابها حبّات من ندى الربيع في اراضي قره قوش الفاغية،

                                                         دمت مع تحايا

                                               د.الاب الشاعر يوسف سعيد

                                                  السويد 17/9/1989

قصيدة التفعيلة ما تزال ساحة واسعة للتجديد والتجريب والتألق، منذ خروجها على القالب التقليدي.. وأرى في قصيدة النثر امتدادا لقصيدة التفعيلة لدى روادها الذين واكبوا خط انطلاق ما سميَ حينها بالشعر الحر ولدى من يكتبونها اليوم من شعراء التفعيلة، ومن مبدعين أذكر منهم من الموصل على سبيل المثال: الشعراء رعد فاضل وبشار عبد الله وشاكر مجيد سيفو وباسل عبد الله.

                                                                   معد الجبوري

                                                                  شاعر وكاتب مسرحي

                                                                   عراقي

قصائد كتاب"أطراس البنفسج" تنوعت  بين القصائد الطويلة، وأخرى قصيرة، فيما كان عدد منها ضمن الومضات الخاطفة ، كما تعامل الشاعر إضافة إلى الرموز والتراث  والأسطوري مع اليومي العادي من خلال نصوص تحتمل التأويل والانفتاح على مساحات مختلفة، فقصيدته الطويلة التي بعنوان  قامة الهواء المهداة إلى الشاعر سركون بولص جاءت كأنها منا وحاول الشاعر رصد معاناة الإنسان العراقي والعنف اليومي الذي  يجتاحه وخصوصاً الطفولة التي تتناوشها المفخخات، والذكريات من خلال الألوان التي ذابت بين سطور زمن مضى، ورحيل الأصدقاء.

                                         علي النجدي

                                       شاعر وناقد عراقي

                                          

الشاعر شاكر مجيد سيفو يمتلك قدرة على الحلول في اللغة جوهر التجربة الشعرية التي تمتص طاقاته وعذاباته للتعبير عما يحسه ويعانيه من خلال رؤاه الخالقة بتراكيب شعرية منسجمة والحس الفني الذي يمنح الصورة الشعرية بعدها الحقيقي داخل النص المكثف والمركز والمحقق لقصديته المتمثلة في توسيع الفضاء الدلالي للجملة الشعرية..اضافة الى خلق حقل من الدلالات والايحاءات والقراءات للكلمات المسطرة على السطور.     

                                                       علوان السلمان/ناقد عراقي

شاكر مجيد شاعر من جيل شعراء السبعينيات الذين وقعوا بين دهشة شعراء الستينيات حيث كانت الخطوة الاولى قد بدأت بالتمرد على العمود الشعري الكلاسيكي. وكانت حصيلة ذلك قصيدة الشعر الحر، وفي الستينيات ظهرت باكورة قصيدة النثر وهي ربما ابعد من ذلك غير ان جيل السبعينيات تحمل غائلة ذلك التمرد الذي عده البعض منطقيا وعند البعض غير منطقي لهذا رست عند الشعراء رمال نفيه في الشكل والتعبير وكان الشاعر شاكر مجيد هو جزء من تلك التجربة الثرة التي لا يزال غليان وهجها يحلق في سماء الاجيال التي اعقبت ذلك.

                                                       كمال لطيف سالم

                                                   كاتب عراقي

شاكر سيفو مبدع يمسك الكلمة شمساً،ويستطيع أن يرقّصها بين يديه،ليجعل منها سحابة أو مطر أو خرافة أو موتاً أو بعثاً،ولذلك هو يتقن أن يجمع بين الرؤية والتشكيل،ويجيد أن يكون ناقداً عندما يخلق شعره،كما يجيد أن يكون شاعراً عندما يصوغ نقده. شاكر سيفو احترف أن يعيش في تلك المنطقة الممنوعة من الأحلام والأمنيات والجماليات،ولذلك شعره يضجّ بالحياة والمحبّة المتكبّرة على كلّ الصّمت والخوف والخداع والانهزام؛فهو نصير الشّمس أنّى طال غيابها واحتجابها،فهي حقيقته الملازمة المصاحبة.

د.سناء الشعلان: أديبة وناقدة من الأردن/ / الجامعة الأردنية

كان حضور الشعراء السريان واضحا ومتفاعلا من خلال شعرهم المشحون بطاقة تراثية ثرية تجمع بين الماضي كمؤثر والحاضر كموقف ونص يقترب من الحلم، او يقترب من رؤيا جمالية تقوم على تفجير الواقع ليصبح منسجما مع الحلم ، وذلك هو الشاعر شاكر مجيد سيفو في قصائده وانثيالاته التي جعلت الاسطورة مادة وينبوعا جماليا، ونسيجا متشربا في ثنايا الصور والاجواء فاستطاعت ان تؤسس لها مميزاتها الخاصة بها

                                                                      د.قيس كاظم الجنابي

                                                  أكاديمي  وناقد عراقي

أن الشاعر (شاكر مجيد سيفو) يرى العالم عبر منظورات مختلفة بل ومتصارعة في الغالب ومن شأن هذه المنظورات أن تحيل إلى معانٍ شتى ، لكنها لا تستطيع أن تموضع نفسها حتى فيما يتوفر لها من خفاء ، طالما ظل الزمن مولع بلعبته المتمثلة في أن يُظهر شيئاً في لحظة ما ويسارع إلى محوه في لحظة أخرى ، على هذا الأساس فان فكرة مقاصد المعنى المتخفي ليس لها سوى قدرة إخفاء جزء يسير من النشاط الاحتمالي للمعنى الذي هو رهن تحولات الزمن ، والأكثر من ذلك فان أي معنى يمكن له أن يمتلك من الاستعداد ما يكفي لتهميش القيمة الدلالية للمعنى ذاته

جبار النجدي

                                              ناقد عراقي

 

شاعر يتواطيء مع ذاته ليكتب الحلم، و يري" أنّ ألشعر قوة غامضة ليس لها اي تعريف" ، دائماً تجده منغمساً في زرقة الكلام السعيد يقترف الجمال، وكأنه في سِفر ٍعميق يتأمل سطوة المرارة وارتباك الابطال في الاساطيرالرافدينية، يقظاً يقف امام علامات الاستفهام إذ تصحو دهشة اللغة وهي تحدّق في حواشي اللحظات المغيّبة بين سطور المدن الغارقة في منافي الروح

 

                                                              مروان ياسين الدليمي

 

                                                           شاعر وفنان مسرحي                    

                                                            ومخرج تلفزيوني

 

 

 

• تجنح الأنا المهربة الى النحن وفي مستوياتها الثلاثة في شعر الشاعر شاكر مجيد سيفو ، وذلك في التحرر بنسبة عالية جدا من آستعذاب التغني بالذات ، والأندماج بالضمير الجمعي وهو يشتغل في اكثر تمظهراته بما يفضي اليه، نحويا ودلاليا ، على أثر النجاح لغويا وحيويا في آنتقاءهموم "شخص جماعية",تفلت برشاقة من آتهام الذاتية الصرف ...

 

                                                                    أ.د  محمد صابر عبيد

أكاديمي وناقد عراقي

لشعر الشاعر شاكر مجيد سيفو ميزات كثيرة يمكن ان تضعه في حقل التفرد في التعامل مع الرموز والوقائع التي من شأنها تصعيد المعنى وتفعيل حراك القصيدة الداخلي ، بما يتوفر من ثراء لغوي أولا وتماثل حرّ ومبتكر ثانيا ، كذلك نهجه لأسلوب التداخل بين الأسطوري والوقائعي ملفت للنظر ثالثا ، فهو يتداول الأسطوري داخل الواقعة أو حركة الذهن الشعري ..

 

جاسم عاصي

ناقد وروائي وقاص عراقي

تنزع الكتابة الشعرية في تجربة الشاعر شاكر مجيد سيفو الى التوحّش بعفوية اللحظة الشعرية ، فلا تهذيب ولا تشذيب كي يقارب الحرف وهج الحال كما هي ، وأذا بالنص في بداياته بعض من الابتهال الذي يذكّرنا بزحمة الأدعية في المعابد القديمة...

 

                                                    مصطفى الكيلاني/جامعة القيروان

                                           ناقد وأكاديمي وروائي تونسي

 

 

إن اختيار الشاعر لشخصية " آنو" أله السماء في الأساطير السومرية ، لم يكن من باب العبث أو من باب الصدفة ، بل هو اختيار سليم ويتفق مع الإشكالية التي يحس بها الشاعر والتي بثّها في قصائده ، ونقطة انطلاقنا في الولوج إلى إشكالية الشاعر هي الدعاء الذي يثبته الشاعر في سرد بطولاته ، ويفخر بل ويتألهن ويخرج من دائرة البشر ليحلّق في سماء الآلهة بل أعظم الآلهة ...

شوقي يوسف بهنام /أكاديمي وناقد عراقي

ينشغل نص الشاعر شاكر مجيد سيفو في الكوني والعارض والمجهول ، على وفق انشغال مشهدي ، فزمن الشاعر هو ذلك الزمن المتوثب الذي يصعد شعريا ويعبئ انزياحات وفضاءات وهو باختصار زمن سرمدي يستعين به النص ابتداءا ثم يتماهى معه فيما بعد ليغدو توترا وتحولا...

خضير ميري

ناقد وشاعر عراقي

• إن نوع شاكر مجيد سيفوالشعري سيظل على ما أرى إليه ، متنبّأ به ، لأنّه ما عاد خاضعا لمرجعيات اليقين ، أنه لواحد من الأنصال التي تلمع في ليل الشعر ، وأنا لأميّز نصله هذا ولو كان في غابة من الأنصال..

                                                                   رعد فاضل

شاعر وكاتب عراقي

 

 

• لقد أرضّت نصوص – قلائد أفروديت – للشاعر شاكر مجيد سيفو لشكل جديد في الكتابة الشعرية وتتمثل جدّة هذا الشكل في كيفية تخليق نسيج تعبيري واحد لبنى شعرية مختلفة..                                                 

                                                                     عباس عبد جاسم

                                                                  ناقد وروائي عراقي

                                                     من كتابه النقدي :رماد العنقاء"

• ان الشاعر شاكر مجيد سيفو من شعراء الحداثة المعروفين بأشدّ حالات الألتزام بها ولها ، ومن المعروفين والمشهود لهم بعمق ثقافاتهم وطروحاتهم وتناولهم للصعب وللأصعب..

أنور عبد العزيز

قاص وكاتب عراقي

 

• يتبوّأ الحرف في بنية نصوص الشاعر اللغوية وتجربته الشعرية مكانا خاصا ، فهو يكثر من توظيفه واستخدامه في قصائده بمستويات متعددة الدلالات...

فخري أمين

كاتب وصحفي عراقي

• في فاتحة – حمىّ آنو – مجموعة الشاعر شاكر مجيد سيفو الجديدة ، يستهل الشاعر قصائده بسبعة ألواح عراقية تُسطّر تاريخ الخليقة على وفق منظور شعري نافذ إلى ملكوت الوجود ومستعير مفاصل القداسة ومسمياتها ، تماهت في ذات الشاعر بالذات الآلهة..

                                         صباح الأنباري

                                         ناقد وكاتب مسرحي عراقي يقيم في استراليا

 

 

• إن النص الشعري في تجربة الشاعر المبدع شاكر مجيد سيفو مصدره طبيعة التجربة التي أنتجت النص ومن الطبيعي أن توفر كل تجربة قوانين خاصة بها تميزها عن سواها ويمكن ان تكشف تلك من خلال الأبعاد التي يتوفر عليها المتن ككل وخاصة تلك التي طغت عليها وأضفت عليه تميزا يختص به عن غيره من متون الحركة الشعرية الموجودة ألان ...

عبد الرضا جبارة

ناقد وتدريسي عراقي

 

• استطاع الشاعر شاكر مجيد سيفو من توسيع دائرة نصه المقطعي الشعري في مجموعته – قلائد أفروديت – من خلال جرأة المجازفة وخصوصية المغامرة وهو يشاكس رؤاه من خلال إشاعة طاقة اللغة ومكنونات الصورة وتأثير المفردة السحرية ويتواصل الشاعر في دينامية لغوية عبر آلية إبداعية شعرية بركائز وأسس مبنية على طاقات إيهامية داخلية مرسلة عبر إشارات ورموز ودلالات من المحمولات الأرثية السيكولوجية الحضارية ..

زهير بهنام بردى

شاعر وكاتب عراقي

• تكتسي الكتابة الشعرية  في تجربة الشاعر شاكر مجيد سيفو بحلة وهاجة لأنه يمثل عالما مثقفا على امتداد الفترة التي بدأ يكتب الشعر منذ ثلاثين عاما ونيفا وهذا ليس بالزمن القصير ، أذ آستطاع أن يضع نفسه بين شعراء السبعينات المبدعين ، وهو ليس شاعرا فقط وإنما ناقدا مبدعا ومؤلفا مسرحيا وله عدة مجموعات شعرية باللغتين السريانية والعربية.

 

جبو بهنام

كاتب وشاعر عراقي

 

• استطاع الشاعر شاكر مجيد سيفو في نصوصه_ عقارات ضاجة في صيدلية أدد_ أن يربط الماضي بالحاضر مع وجود نوع من الخوف من المستقبل، ثم محاولة التصدي له ، بأعلان خلود الضمير (ألأنا الشعري) لديه والتشبث بالأبدية التي يسعى اليها، حيث استطاع بهذه الومضات، العقارات أن يقدم شاعريته التي تميزه عن غيره....

 

رمزي هرمز ياكو

كاتب وشاعر عراقي

 

 

• حُبي وتقديري إلى شاعرنا الكبير شاكر سيفو، عرفتك من خلال قصائدك التي حصلت عليها من إحدى صديقاتي فأصبحت مدمنة على شعرك (سوتي سقلا لأيلانا دمثيالي خا كردانا) تمنياتي لك بالتوفيق الدائم وفعلاً تستحق الجائزة بجدارة.

 

تحياتي القلبية

نهرين توما

نينوى

 

 

 

 

• لاداعي للتأكيد على كرم الأم الشمشوية.. إذ لولاها لما تسنّى لي قراءة هذه المقاطع الشعرية، عين الصقر تمسك بالأرنب من مسافة بعيدة.. في عصر الجماجم المفخخة، ليس أكثر من وقاحة الأيدلوجيا حاجة إلى تهذيب الأقلام التي تسحب خطا فوق النوى... كل شاعر يملك في دمه اسطرلاب العالم هو شاعر عالمي ، إنّ لشعراء التنور والخبز الحار. أن يتعلّموا النظر إلى القرص الشمشوي  لحظة الغروب.. هالو ياليلى!

شكراً ياشاكر على قرص الهوية!

 

بولس آدم

كاتب وناقد سينمائي وشاعر

عراقي يقيم في النمسا

 

 

 

• أرى مستقبل الشعر في بغديدا التي آتوقع أن تكون عاصمة الثقافة السريانية في العراق وربما في المنطقة، فهناك كم لابأس به يكتب الشعر بالسريانية منذ سنوات ويتزعّمهم صديقي المتخم بالأبداع شاكر سيفو. ( في حوار معه. موقع عنكاوا_منشور في مجموعته الشعرية السريانية _ دلوبي_)

 

روبين بيث شموئيل/شاعرآشوري

 

إلى من نقل تجربة الشعر السرياني من الأرض إلى السماء، إلى الشاعر الكبير شاكر مجيد سيفو كنت آقرأ الشعر السرياني منذ الثمانينات وربما كتبت بعض المحاولات، كان الفرح يملؤني بقراءة الشعر بلغة الأم ولكن كان الشعر المنتج ما يحزنني، رغم اعجابي الشديد بشعر ملهم الروح القومية في عنكاوا نصير بويا يلدا (معلمنا الذي لن ننساه إلى الأبد). ولكن حين استمعت إلى القرصين الذين بعثا من العراق  من الصديق شاكر سيفو وجدتُّ فيهما عن ولادة مرحلة جديدة في الشعر السرياني، لك مني ومن الكثيرين في ملبورن_ استراليا كل الحب والأعجاب والتقدير ودمت محدثا مجدداً في الشعر السرياني المعاصر..

 

                                    كامل كوندا

                                   كاتب وشاعر سرياني يقيم في ملبورن

 

يحتفي الشاعر المبدع شاكر مجيد سيفو بالقيمة اللونية (للبنفسج) ابتداءاً من ثريا النص (العنوان) في كتابه الشعري_ آطراس البنفسج_ وانتهاءً بنصوصه البنفسجية المنبثة في حنايا قصائده مما يشفّ عنها علاقات تبادلية للمشاركة في إحياء (شعرية اللون) إزاء التراث والطبيعة والعصر واللغة والأيدلوجيا...

                                  مثنى كاظم صادق/ ناقد وتدريسي عراقي

 

 

 

تدهشك وتنعش روحك مثابرة العزيز المبدع الشاعر والناقد ( شاكر مجيد سيفو ) ، فبين وقت وآخر ، وهو وقت طويل في حسابات الإبداع يختصره سيفو بمثابرته العالية ، نسمع عن كتاب أو بحث جديد يصدر له . الأهم في جهد هذا المبدع هو تأسيسه للروح العراقية الإبداعية من خلال الطرق على الهوية المحلية التي له الفضل في جعلنا نكتشف لآلئها الباهرة يوما بعد آخر .. تحية لشاكر مجيد سيفو .

                                                              حسين سرمك حسن

                                                                ناقد عراقي

                                                               مدير موقع الناقد العراقي    

 

شاكر مجيد سيفو                                      المرواتي د.عمار أحمد

انعكاس مرايا تبدو عمياء                                            

نعم إنه كذلك، ونسيج كلامي ينفرش على قارعة للشعر خاصة..

 صوت شائك آثر العزلة في بغديدا ، ولكنه عزل الصمت لحساب الثرثرة الصامتة، والحوار الداخلي واستنطاق المكان لحساب ايضاح رؤيته للعالم..

   كنت اسمع عن شاعر سبعيني أو ثمانيني لا أهمية لذلك إطلاقا، اسمه شاكر يأتي من بعيد ويعود، اسمع عن شاكر مجيد سيفو، ولكني عرفت فيما بعد أنه مسكون بداء اسمه الشعر كلما استفحل وتطور، زاده إقبالا على الحياة .. فالشعر عامة ليس ككل الأدواء، وما يكتبه سيفو ويحرص فيه على الاختلاف والتفرد، داء يشد إلى الحياة بالقوة التي تشد فيها الأمراض الأخرى المخيفة إلى الموت.. فشاكر مفتون بالحداثة، فافتتنت هي به أيضا، ومنحته نفوذا جماليا نادرا سيظل يشير إليه ويمنحه خصوصية بين أبناء جيله.

 ربما يكون حرصه على الشعر قد أخذ منه سواد شعره، فصار يبدو أكبر من عمره، ولكنه منحه بياض الحضور الدائم فليس سيفو ككل الشعراء، وليس كل الشعراء يستطيعون أن يكونوا إياه.

  تستحيل المفردات عنده إلى مواد طيعة لبناء معماره الشعري، وتتنفس عباراته هواء الشعر الآخر الذي يسعى إليه. إنه يتقن لعبة الاقتناص، مثلما يتقن لعبة إعادة التراص.. فكأنه يقول كلامه الشعري على سجيته، ولكنه يخفي بمهارة صنعة الصانع الماهر، فبعد تكرار القراءات تتكشف الثقافة، والوعي بالشعر، والوعي بالمكان، واستيعاب التاريخ، وهضم الأسطورة، والتعبير الشعري عن الزمن بوصفه تلك القوة المهيمنة الموجودة بالقوة التي تغيب فيها.

   إن الشعر منزلق خطير لذوي المواهب الشحيحة، وهو سفح عصي لا يرتقي إلى قمته إلا من كان واعيا بخطورته، متسلحا بالثقافة المكافئة لوعورته، وشاكر شاعر ارتقى السفح، وما زال يصعد

  شاكر مجيد يرنو إلى المألوف ب(عين ثالثة) فيلتقطه ليحيله، فضاء واسعا للدهشة والإبهار، فالمساحة على الشغل الشعري الأخاذ تزداد ضيقا على الطارئين، وتزداد اتساعا أمام حركة الماهرين، الذين ( دعكتهم) القراءات، والكتابة، والتأمل ، والرغبة بالإطلال على العالم من زاوية أخرى دائما. . 

إن من أهم خصوصيات شاكر مجيد سيفو الشاعر، الترفع على القراءة المتآلفة، فهو يجنح للاختلاف، ليضع العقبات، والفخاخ، في طريق تلك القراءة ومريديها، وتلك هي الكتابة القابلة للحياة الدائمة؛ لأنها من ناحية تأبى على الانكشاف، والاتضاح، فتبقى موضع ريبة من الخاملين، في الوقت الذي تقترب فيه من القراءة النشطة، وتتصالح معها لأنهما من جواهر اهتمام المستقبل.

تستحيل الأمكنة المألوفة الواقعية عند شاكر إلى أمكنة محمولة على أجنحة الخيال الشعري،  فهي مأخوذة من واقعيتها بليونة ويسر إلى شعريتها، وهذا هو الفن الشعري القادم دائما، فن لم يعد يكتفي بالانعكاس المرآتي(من المرآة طبعا)؛ لأنه واقع يتشكل بطريقته، واقع مواز يوحي بالواقع الخارجي، بعد أن يلتقط منه، ولكنه لا يشبهه.

شاكر مجيد سيفو أديب اختار الشعر طريقة وجود، ورسالة رسول، وموقفا جماليا أولا وفكريا ثانيا من العالم فكان شاعرا يشير شعره إليه.. ويشف عن مصادر ثقافته المتنوعة والعميقة.

 

 

  

 

 

 

 تحية طيبة :                                                                   

مازلت مستمتعا بقراءة  جنون جغرافيتك

وأدهشني في قصائدك صديقي العزيز الشاعر شاكر سيفو المحترم

تلك اللغة التي تناسب إيقاع القصيدة الحديثة تماما

اشكرك وأتمنى أن تتجدد المراسلة  بيننا دوما

ودمت بخير  ...                             د.حاتم الصكر/ناقد و أكاديمي عراقي يقيم في صنعاء

                                                  من رسالته للشاعر

 

 

 

 

يشكل الشاعر شاكر مجيد سيفو ثراء شعريا مدهشا بالقصيدة النثرية ذات الإشكالية من حيث استقصاء الأمكنة والمعاني والازمنة ،ويعتمد ذلك الثراء الشعري واللغوي من خلال الانتماء الأصيل للشاعر لوطنه ومعرفة تاريخه الاجتماعي والتاريخي والسياسي ،هذه المجموعة تسرح في ابتهاج نثري في خريطة تاريخ مدن وشعوب توارثت عبر آلاف السنين هذه النزاعات والانكسارات والفجائع                                                                                                     

                                                                  محمود النمر

                                                                  شاعر وناقد عراقي

 

 

 

 

 

 

المخيال في نصوص شاكر مجيد سيفو  متحرك ، وتتحكم به الحكاية / القصيدة ، السرد سريع جداً وكأن الشعر لديه ركض للاختزال / والتركيز من أجل المعنى عبر أقصر السياقات اللسانية ، إنه يوقع ويرفع صوته صارخاً وعالياً لاصطياد غنائية لابد وأن تكون كامنة في القص / واعتماد الحكاية القصيرة . نصوص الشاعر هي سرديات سريعة ، متعجلة من أجل الشعرية . فالغيمة مثلاً هي سوداء ، لكنها تفضي نحو الانبعاث والخصوبة ،  وبين الاثنين تضاد واضح ، لكن الشاعر قادر على ابتكار طاقة جديدة من خلال كسر المألوف الرمزي . لأن الغيمة السوداء ممتلئة ماء . هذا ما تريده نصوص الشاعر ، الماء والجنون والحب هي مخصبات اليومي / والحياة / والفصول . السواد ينطوي على قران مع الأرض / التراب / الأم الأسطورية الكبرى ، والتراب كما سنرى هو السيد المطلق بين عناصر نظرية الخيال التي سجلها الشاعر ، وهو بذلك يعني هذا السيد الترابي / الرمزي ، التراب الذي هو الأب في نص للشاعر .

التراب أكثر عناصر نظرية الخيال والأنماط الأسطورية العليا حضوراً في نصوص الشاعر . وحتماً له رمزية متنوعة أمسك بها الشاعر ، أو ببعضها ، وهذا ما سنتحدث عنه ، لكن التراب لديه ـ أيضاً ـ هو مكونات الذات الفردية والجمعية ، وباعتباره مرآة للهوية القومية ، وعامل حيوي في تصورات الجماعات المتخيلة كما قال بندكت أندرسن وصورة هذا أكثر وضوحاً في " قامة الهواء " مرثية عن الشاعر سركون بولص .

                                                           ناجح المعموري/ناقد وباحث عراقي

 

 

 

 

 

 

 

 

    أتيت إلى ميدان جديد قبل عقد أو أكثر من السنين وهو القصيدة السريانية, وكان الفضاء واسعاً شاسعاً يستوطنه الفراغ إلاّ من بعض الومضات, صلت وجلت في الميدان وحفرت لك أسما مهماً جداً, ما هو الخط الوهمي الذي يفصل بين شاكر كشاعر يكتب النص العربي, وشاكر الذي يكتب النص السرياني ؟

                                                                                                        

                                                                                                                                                                                                                         

                                                                     هيثم بهنام بردى

                                                                 قاص وروائي عراقي

                                                                من حوار القاص مع الشاعر

 

أنت تكتب قصائدك باللغتين العربية والسريانية ، إن لغتك العربية عالية جداً، فهل تستطيع اللغة السريانية استيعاب قدراتك وطموحاتك؟ وما الأثر المتبادل لهاتين اللغتين على لغتك الشعرية؟ وهل ترجمت بعض قصائدك من إحدى هاتين اللغتين الى اللغة الأخرى ؟ ولماذا؟

 

                                                                   طلال حسن                            

                                                           قاص وكاتب مسرحي

                                                         من حوار القاص مع الشاعر 

لم ينصت لكلكامش حينما دعاه الأخير لمرافقته للبحث عن نبتة الخلود ، اكتفى بالوقوف في ممر هوائه النظيف  ليصاب بحمى انو  ويتقلد قبلها قلائد  من افروديت، مغرم بعزف  موسيقاه الخاصة التي تمنحها  أصوات أخيلة جامحة تنطلق عبر آلة الزمن بعربات أشورية لتلتف حول خاصرة نينوى وتعيد إليها حبلها السري المقطوع وتغلب على كلمات قصائده واقعية غامضة تنبئ بحرائق أخرى تعاني منها المدينة الغائرة بعمق من جذور  الزمن ..صوته يتهدج عندما يقترن في لحظات سرمدية بلغته الأم حيث يبحث مابين مفرداتها عن غيرة آكلة يلون بها دوواينه التي ينضجها على نار الألم  ويربط ثناياها برباط المحبة التي لونتها بلدته باخديدا ..حينما تلتقي به تتلون ذاكرتك بمشهدية لتعانق الحضارة فتتنسم عبقها من كلماته التي تتساقط بربيع موصلي له رائحة الحندقوق البري ..الشاعر والكاتب شاكر مجيد سيفو له رؤى خاصة استوحاها من فلسفة ونطق بمكنوناتها .

                                             سامر الياس سعيد

                                             كاتب وصحفي عراقي

 

                               

* ألميزة الغالبة  لنصوص الشاعر شاكر مجيد سيفو على مجمل ما ينسجه في عباراته هي عملية تلخيصه لمفردات معانيه على شكل مقاطع استدراجية توصله لشاطئ الأمان ، كأنه والحالة هذه يماشي ويساير الطريقة اليابانية الهايكوية في نظم الشعر ، بالرغم من تجاوزه اصول التراكيب الصوتية المقطعية ذات النبرات المحددة وفق معايير وقواعد مميزة من حيث الوزن في بنية شعر الهايكو. فتجده يستقطر مفرداته لتشكل جملة من العناصر الأساسية في هيكل القصيدة كحركة ديناميكية تقودك لسماع أصداء موسيقاها الداخلية بإيقاع متداخل ومتوازن بمزجه شعور العاطفة بالعقلانية والواقعية التي تؤلف نصوصه الشعرية كأنسجام بين الإيقاع الخارجي والداخلي ، عكس ما يقدم عليه أصحاب قصيدة الهايكو من حيث جوهر الإنفعال الذاتي. هذه الدلالة تثبت مقدرة لغوية على انتقاء ما يناسب مكونات الحياكة الدقيقة والرصينة ، وكأنه يقوم ببناء تركيبات نصية شبيهة بمعيارية أشكال الخلايا النحلية. كما ويبدو لنا بأن شاكر سيفو لم يكن بعيداً من طابع مكونات شعر الهايكو بدلالة ما يستشهد به في قصيدة ” لا قمح في يدي ولا رماد ” في حالة إقدامنا على تجزءة ما يرمي اليه بتركيزه المتوالي على الأفكار التي تدع القارئ متأملاً في التوصل على ما يعنيه بالتعبير المكثف ، وبشكل خاص حين يقول في الصفحة 52 ما يلي:  ( لم يعد بإمكاننا أن نجلس في الفراغ / الكراسي تثرثر/ عن أصدقاء في المجاز ، في القمح ، في الجاز / في قصائد الهايكو … عن الملوك ، في غاز الأعصاب ، في …..). رغم بُعد نـَفـَس الفارق السردي في هذه القصيدة النثرية المطولة عن اسلوب الهايكو بتجاوزه عن المقاطع الصوتية للبنية الإيقاعية ، بالرغم من تناوله للهايكو في قصائد أخرى ذات المقاطع الصوتية التي تتحدد بما يقل عن العشرين مقطعاً صوتياً.

                                                    ميخائيل ممو

                                                         شاعر سرياني وناقد عراقي

                                                           يعيش في السويد    

                                                                     

تهنئة خاصة لشيخ الشعراء في بغديدا وبعد:

ألف ألف مبروك لشيخ الشعراء شاكر مجيد سيفو بمناسبة فوز قصيدتيك السريانية والعربية، بالجائزة الأولى لمسابقة شمشا لموقع عنكاوا كوم، متمنيا لك دوام الصحة والعافية والى أمام......... مع التقدير.

 

                                                         كريم أينا  /شاعر وكاتب عراقي                                                                 

 

 

لدينا شعراء أشوريين كبار .. ماذا تقول عنهم … ؟

مثلا يوسب بت يوسب …. ؟

شاعر ثائر ويحب ألتغيير .

                                    

شاكر سيفو … ؟

شاعر محدث .. له أسلوب يعجبني كثيرا … وعميق في معانيه.

 

                                                       نينوس نيراري

                                                      شاعر اشوري يعيش في أمريكا

                                                  من حوار الصحفي أديسون هيدو /موقع زهريرا/السويد

 

 

لتجربة  الشاعر شاكر مجيد سيفو فرادتها في المشهد الشعري العراقي كونه يكتب النص متسلحا بوعي  بأسرار العملية الابداعية وثقافة  تعمقان  عوالمه دون أن تفقد ,ذلك النص  ,عفويته بل تجعله أكثر توهجا

هذا الثراء المعرفي والجمالي للشاعر  الذي   تشكّل  المنابع الروحية  للحضارة الآشورية القديمة مصدرا شعريا ورافدا جعل نصه زاخرا بالصور والمهارات اللغوية والفنية والرموز  متدفقا بالرؤى محلقا في فضاءات الجمال..

 

                                                          عبد الرزاق الربيعي

                                                           شاعر عراقي يقيم في مسقط

 

      

 

 

يبدو ان الشاعر شاكر مجيد سيفو في مجموعته الشعرية " اصحاحات الآله نرامسين " يدفع بأدواته ومفرداته اللغوية الى بذل المزيد من الجهد لأستكمال مديات عمله الشعري الذي يسعى بقوة ان يجعله رحبا من خلال ازاحته لسطوره من جهة الى جهة مغايرة أخرى .                             

                                                    عبد الاله الفهد/ شاعر وناقد عراقي

 

 

 

شهادة تحت القسم :        عندما تجتمع المتناقضات في بوتقة الشاعر فيصبح سيدها  وسائسها  لتشكل اكتمالا لتجربته الفنية والابداعية فلا شك انه شاعر حقيقي ومبدع . شاكر مجيد سيفو شاعروناقد وفيلسوف  أمسك بالقصيدة وبالجملة الشعرية من تضاداتها     فصنع من  التضاد تناغما شعريا موسيقيا غير الذي في الوزن والقافية وجعل له ثيمة وبصمة خاصة  تكاد تتقارب بعفوية ودون قصدية من حيث قوة اللقطة او القفشة الشعرية مع الشاعر الكبير  محمد الماغوط الذي عرفت فيه كثيرا من الصفات  المشتركة على صعيد البنية الفكرية والشخصية  ....شاكر مجيد سيفو لا تعرف حقيقته أناسك هو  أم صوفي   ؟! شيخ أم كاهن , صعلوك ام ثائر متمرد ساخر؟  ساحر أم حكيم  ؟! عاقل مجنون سائس الكلام أم بلياتشو يتفنن في الانزياح  وهو يمرر الكلمات على حبال الواقع المر , فلا تقع منه على ارض  لتنفلق أمامك كحبة جوز يسيل ماءها كاشفة عن دواخلها بسهولة , بل عليك ان تركض وراء كلماته وإضاءاته  وجمله الشعرية  القصيرة المقتضبة , على حبال الخطر في مساحة خطرة,  تراوغها تارة وتمسك بيدها تارة اخرى لتحس وراء نعومتها كم هي سهلة صعبة , ناعمة خشنة , طرية قاسية ,هادئة متلاطمة  , سريالية غامضة ولكنها واضحة , ساخرة وجادة ,حارة و باردة , قريبة بعيدة  ,متفائلة متشائمة,  نسمة وعاصفة , هو عباراته وعباراته هو ,  مبدع  كيفما قلبته  تقرؤه كيفما شئت (شاكر) فلا تملك الفلتان من براثن قصيدته التي تمر بك عبرالاماكن المحببة اليك والأزمنة التي تناسبك وتلتقي بأشخاص يشكلون   خلطة رمزية عجيبة  للمرارة واللامعقول والرفض والتمرد    في إسقاط فني تلقائي غير متعمد يكاد يذوب في كلمات القصيدة كبلسم  يريحك لحظة القراءة تاركا في فمك مرارة الواقع  . شاكر سيفو  شاعر منوم مغناطيسي بشعره . لا يحب الاطالة و الكلمات الفضفاضة  , يؤمن بالعبارة العالية التي تضرب  وتصيب الصميم , باختصار شاكر مجيد سيفو هو ذلك الشاعر الناقد الأشيب الزاهد الذي يتحرك بطلاقة في منطقة شعرية واسعة لا تحدها وطنية متفردة ولا اجتماعية ولا دينية او طائفية او اقليمية او شللية ولاسياسية بل مساحة انسانية ينتصر فيها للانسانية أوّلا بمجملها وللفقراء والمساكين حيثما وجدوا , وشاكر ليس موصوفا بواحدة مما ذكرت بل يشكل في رأيي كل ما ذكرت سالفا من اول السطر وأكثر مثقف متنوع من طراز رفيع ينتمي لعراقة سومروأشور وبابل يؤمن بأن الهزائم العربية مؤقتة وان بلاده تغلي في أوردته , مستمرا يهدج بالحرية بغداد , روحه وبغديدا حياته لا يحب الاغتراب ويمقت  الحروب وتبعاتها .

                                                               سعد الدين شاهين

                                                             شاعر وروائي أردني

                                                          عضو رابطة الكتاب الأردنيين

 

الحبيب شاكر :

تقلدتّ قلائدك,وتمثلت سنين رؤاك,لكأني أتجسدك  ألا يسعدك أن تتمتع بكل هذه الديكتاتورية ؟؟.. يكفيني أن ّ قلائدك جعلتني أطلّ كل ّ يوم على سفوح الحمدانية وألقوش وباطنايا وباطوفا وكل ّ سطوح الوطن الحبيب ونتوءاته الخاصة .... ياه....................................!!     يا لنكهتنا العذبة القاتلة المؤذية !!!

                                                      سعد الصالحي /شاعر عراقي     

                                                       من رسالته في 30/3/1998

                                                 

مقتدرا أقتحم المشهد الشعري حلّق في فضاء الكلمة .. أيقاع جديد ازدهرت معانيه  ورافق كل ذلك أشتغال متألق في عالم الكلمة,..مدلولات شعرية تكدست معانيها لتؤسس لتجربة رائدة.  شاكر مجيد سيفو وظف منظومة رائدة   في عالم الكلمة  تنقل المعاني الى  واقع يضرب بقوة ويؤشرأبداعه في المشهد الشعري بأكمله ... ويتألق شاكر مجيد سيفو في كتابه " جمر الكتابة الأخرى" حيث وظف قدراته في مجال النقد فكانت آشتغالاته مبدعة في هذا المجال  فأبدع على مستوى القصيدة والقصة  وأنتج انجازات رائدة وآبتكر اساليب متقدمة . تجربته غنية تفتحت نحو مديات واسعة .

                                                            أحتفاء جريدة الأصلاح /نينوى

                                                      محسن الجبوري /سكرتير التحرير

                                                                                            الشاعر شاكر مجيد سيفو

خارطة شعرية وقامة عالية في الادب ملي بالنوافذ والقوافي يجيد هذا الفن العجيب ساحراً يوزع عطر القصائد مجاناً ويحس ويلطف اذواق الاخرين بلا مقابل اسمه قصيدة اشورية عراقية سكر وعسل وناقوس يقرع ليلا نهار له صوت مميز في عالم الشعر وقطار يسير بلا سكة حديد عبقه نابع من رحلة خشبية وطباشير يفوح منه دار دور وخبز التنور له رؤيا فوق الرؤيا وهو بحق كما اسميته قبل اعوام اسقف الشعر يأخذ النبوة من طائر معلق بين السماء والارض مملكته وامواله قلب صادق ويراع يحرث في عالم الحياة فهو الشعر والشعر هو شاكر مجيد سيفو.

                                               يونادم بنيامين/شاعر عراقي

 

أنّ الشاعر شاكر مجيد سيفو في مجموعته الشعرية " جنون الجغرافيا السعيدة",نجده         يشتغل قبل كلّ شيء على "شعرنة المكان الأصل",حيث الأنتماء المصيري" اللذيذ-المؤلم"للجذور الاولى وحيث الأحساس بالمواطنة وأحساس آخر بالزمن وبالمحلية,حتى لتحسبه الكيان الذي لا يحدث شيء بدونه ..فكان ..وكان ...:واقعا ورمزا,وتاريخا قديما وآخر معاصرا ,شرائح وقطاعات,مدنا وقرى :حقيقة وأخرى أشبه بالخيال,كيانا تتلمّسه وتراه ,حيث يشكل المكان المكان في النص شبه سيرة ذاتية شعرية ..   تميل قصائد الشاعرالى تمثيل حالالت أنسانية وأخر ألاّ أنه يبدو شديد الأقتصاد  في اللغة , وحريصا على أنتقاء مفرداته وتركيزها  وشحنها  بالدلالات الكبيرة  والاستعارات الجميلة .. 

                                                                   كمال عبد الرحمن

                                                                   شاعر وناقد عراقي

                                                             من كتابه "كلام المرايا"

                                                                     

                                                                        

                                                                                                          يمتلك الشاعر شاكر مجيد سيفو رؤى استغوارية قادرة على تفتيت الأفكار من الداخل ، وكذلك يعتمد على التقابل التناقضي في النص الشعري..

                                                         هوشنك درويش

                                                           شاعر وناقد كوردي سوري

في البدء أعلن انحيازي التام لهذا الجيل! اصدقائي الطيبين.. [ابراهيم زيدان، مزاحم علاوي، (عبد الحميد كاظم الصائح لماذا تخلفت عن الإستفتاء؟)، صلاح حسن، محمد تركي النصار، محمد جاسم مظلوم، لهيب عبد الخالق، سعد جاسم، علي رحماني، وسام هاشم، فضل خلف جبر، عمار عبد الخالق، قيس مجيد المولى، ليث الصندوق، هشام عبد الكريم، أديب أبو نوار، علي عبد الأمير، كاظم الفياض، نصيف الناصري الصعلوك العبثي، كمال عبد الرحمن، رعد فاضل، فاضل عزيز فرمان، علاوي كاظم كشيش، ريم قيس كبه، محمد حميد الهجول، باسم المرعبي، خضير ميري، رعد فاضل، شاكر مجيد سيفو، رباح نوري، أمل الجبوري، علي الشلاه، دنيا ميخائيل، عبد الرزاق الربيعي، و....] 
                                                           عدنان الصائغ/شاعر عراقي يقيم في لندن  

 

*كثيرا ما يقال إنّ الشعر فعل لغويّ، أي هو فعل باللغة في اللغة. وهذا التعريف ـ ولئن عدّ تعريفا حداثيّا ـ يحتاج إلى الاختبار: فاللغة ليست في حدّ ذاتها شعرا؛ ويترتّب عن ذلك أنّه لا اللغة التي يفعل بها الشاعر هي الشعر، ولا اللغة التي يفعل فيها هي الشعر أيضا. إنّما الشعر هو فعل الأولى في الثانية، أي هو الأولى فاعلة والثانية مفعولة معا، أو من حيث اللغة تكون في ذات الآن فاعلة مفعولة. لكن يضاف إليها ها هنا مصدر الفعل أي الشاعر.

إذا صحّ هذا الافتراض، كان لا بدّ عندئذ من استدعاء الذات باعتبارها صاحبة الفعل. لكن على أيّ نحو يتمّ استدعاء مقولة الذات  في سياق تجربة استثنائيّة مثل تجربة  شاكر مجيد؟ لعلّ ما يسوّغ سؤالا كهذا أو طرحا كهذا، هو كون الذات تَمثُـلُ في هذا الشعر على أنحاء عدّة: تَمثلُ حدّا فلسفيّا لعلاقة  الشاعر بالعالم وبالآخر، وتَمثل كيانا بسيكولوجيّا يميّز  الشاعر وتَمثلُ هويّة لتجربة غير معهودة في الشعر العراقي الحديث

وقد لا نماري في أنّه على رأس هذه الأنحاء يبرز الحدّ الفلسفي الذي يخصّ الذات بقدرة على الوعي تخصيصا، بما يعدّ من أظهر الأمارات الدالّة على تدشين الشاعر لأفق الحداثة. غير أنّه لا يعنينا  في هده الإطلالة الخاطفة أن نقف على وضع الذات الشعريّة  في الخطاب الفلسفي على مستوى التاريخ والمعرفة، وإن كنّا نحتاج إلى أن نستأنس بالمستوى الثاني في السعي إلى تبيّن علاقة الذات بمنجزها اللغوي ضمن دائرة الشعر، رغم أنّ هذه العلاقة ليست منوطة فقط بما تنطوي عليه الذات من قدرة على الوعي، فذاك شأن المنجز اللغوي المفهومي في الفلسفة مثلا، أو حتّى في كثير من فروع العلوم الإنسانية بما فيها النقد الفنّي أو النقد الأدبي. إنّما هي علاقة منوطة بذات محمولة على حدّ الوعي، وبتعبير أدقّ على حدّ الإدراك. وعلى كلّ فليس المقصود هنا الذاتُ التي تنهض بتأسيس المفاهيم، وإنّما الذات التي تتولّى فعل الإدراك.

 إذن على ضوء هذا التحسّس الأوّلي لمدلول الذات، نحاول أن نتأوّل التجربة الشعريّة عند شاكر ضمن سياق تداخلها مع المعرفي باعتبارها سياقا يفضي بها إلى أفق الكونيّة حيث الذات  ذات إدراكيّة. إنّ مسألة الذاتيّة تظلّ شرط إمكان المشاركة في كونيّة الأدب، باعتبارها مشاركة تقتضي إسهاما معرفيّا، ولذات حدّ معرفيّ. على أنّ المعرفة في السياق الذي نحن به مذوّبة في خطاب شعريّ أو هي متمثّلة على نحو جماليّ، حتّى لا ينحرف الفهم إلى اعتبار الخطاب الشعري مجرّد قناع لمضمون معرفيّ، أو فلنكنِّ عن حضور المعرفة شعريّا بالنّسغ الطريّ الذي يملأ شرايين القصيدة.

إنّنا نستعمل مقولة "الكونيّة" ضدّ مقولة "العولمة". فالأولى في تقديرنا أفق محمود يجدر بالإنسان أن ينخرط فيه، والكونيّة قيمة إنسانيّة تتناسب وثراء الوجود الإنساني أو غناه؛ لأنّها لا تلغي الاختلاف والتعدّد بل تسعى إلى إدماجهما في سياق من التناغم، فيما العولمة، على نحو ما يصرّفها أهل السياسة وتقنيو الاقتصاد العالمي تقوم على المجانسة والتنميط ومحو تاريخ طويل صرفت فيه الشعوب حياتها وأفنت مصائرها من أجل إغناء تنوّعها وتطوير اختلافها، وخلافها أيضا. وهو ما ينبغي التصدّي له، ولكن ليس ضمن فضاء العولمة بل ضمن فضاء الكونيّة الذي لا يحوّل الاختلاف إلى خلاف وإنّما يجعله شرط إمكان الحوار.

وباختصار، مخلّ لا ريب، فإنّ الكونيّة أفق وجود والعالميّة استيطان مقنّع في أرض الآخر. والشعر، لعمقه الأخلاقي( الأخلاق باعتبارها قيما إنسانية تدور مدار الحرية والمراهنة على السعادة وليس من جهة كونها آداب سلوك)، لا يسعه إلاّ أن يكون صديقا لمقولة الكونيّة، وهو الذي تنهض به ذات إدراكيّة تنخرط في ما يمكن أن نسمّيه علاقة تذاوت مع موضوعات إدراكها. وهذا من شانه أن يستدعي ما يسمّى الوظيفة المؤسطرة للأدب عند شاكر. على أن ننظر إلى الأسطرة ها هنا، لا من جهة صلتها بالجانب العقدي من الأسطورة، وإنّما من جانب " التجسيد" أو "الإحيائيّة" أي إضفاء خصائص الكائن الحيّ المريد والمالك لقصديّة ما( وهو الإنسان دون سواه على حدّ علمنا إلى الآن…) على كائن أو شيء لا يتوفّر على هذه الخصائص. وبعبارة أخرى فإنّ ما يجري داخل القصيدة حوار بين ذاتيّة الشاعر وذوات أخرى؛ قد تكون كائنات بشريّة أو حيوانات أو أشياء خرساء، أو حتّى علامات لغويّة… وهذا التذاوت هو الذي يضاعف العالم ويفتح باستمرار أفق المعنى. وقد يكون من المفيد أن نتذكّر دائما أنّ هذه الذات تظلّ كيانا لغويّا.

 

                                 *المنصف الوهايبي

                                                   شاعر وناقد واكاديمي تونسي

 

 

 

 

 

 

في ضيافة ملتقى الخميس الابداعي

شاكر مجيد سيفو : قصيدة النثر بدأت منذ جلجامش

 

كتابة/عدنان الفضلي /4/حزيران /2011

 

أقام ملتقى الخميس الأبداعي جلسة احتفائية كبيرة بالشاعر والناقد شاكر مجيد سيفو ، وأدارالجلسة التي أقيمت على قاعة الجواهري في الأتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق الشاعر والاعلامي هادي الناصر الذي قال في بداية الجلسة " دأب ملتقى الخميس طيلة السنتين الاخيرتين في البحث وتسليط الضوء على اكثر من المناطق بعداً عن بغداد ، فمن اقاصي الجنوب الى حمدانية الموصل نقدم بكل فخر واعتزاز رموز الأدب والابداع العراقي ، فالأدب خيمة لم تثقبها رياح الأصطفافات والأجندات والتكتلات ، لأنّ الأدب العراقي الخالص يمتدّ عمقاً من سومر وآشور وبابل ، متجليّاً وشامخاً حدّ اللحظة ، واليوم شاكر مجيد سيفو يحلّ ضيفاً علينا وهو يحمل الحب والشعر " .

 

.تحدث الناقد علي حسن الفواز قائلاً " سعدت اليوم ان استعيد شاكر مجيد سيفو شاعراً وناقداً وحالماً ، رغم انه يرفض ان يقال عنه ناقداً في حين ان هذه الصفة التي الصقت به جاءت كاستحقاق ، فهو يمتلك وعياً بالموروث المهم للديانات ، وهذا مانجده في نصوصه الشعرية ، فهو يسحب من اللغة اكثر من شحنة لجعل قصيدته متوهجة ، كونه لا يقبل بغير التوهج ، واحداث نوع من التلاقح الصوري . " .

اما الشاعر والناقد خضير ميري فقد قال " انا سعيد ان جمعني ملتقى الخميس الابداعي بصديق قديم هو شاكر مجيد سيفو ، فنحن نتشابه في كوننا نحفظ ما يقوله الاخرين كثيراً ونردده كثيراً ، وقد كان شاكر معنا طيلة فترة الثمانينيات من القرن الماضي ولم نشعر يوماً انه كان بعيداً عنا او مطارداً ، وشاكر يستخدم في قصائده الصورة المضغوطة وهو الاقرب الى السومريين لا الى السريانية ، وهذا واضح في نصوصه ، فهو دائماً يضع مفردة تعيق الوضوح ، كما انه يمتلك تنظيرات لها علاقة بالجيل السبعيني ، لان ذلك الجيل كان يريد ان يحتكر الشعر والنقد معاً .

بينما قدم الشاعر والاعلامي عدنان الفضلي انثيالاً بصيغة شهادة جاء فيه "  شاكر مجيد سيفو يجيد العوم في انهار النقد لذلك نراه يرافق مجرى جميع انهار العراق ، فتارة نراه قريباً من زقورة اور ، وتارة نلمح طيفه يمرق باتجاه شط العرب ، وفي انتقالاته لم يترك ( سيفو ) بقعة يابسة الا وترك فيها اثراً يتبعه عبره  الشعراء من دون ان يرافقهعم الغاوون ،  وفي خلجته المخبأة ابداً بين سنديانة واخرى نجد احلام الفقراء تتحول الى نوتة شعرية ترسمها انامل سيفو بحرفة المتيقن من قطرات مطره ، فهو ومن خلال انثيالات روحه يضمد العثرات باكمام قصائده ، ويرش عليها ماء السعادة الذي يحمله بدلو الصدق .

شاكر سيفو خيمة متنقلة ، تحرص على استضافة كل من سحبت منه اجازة الاقامة في وطن الشعراء ، فهو الباحث دوماً في صناديق الدنيا عن اصدقاء منفيين مزقت الغربة قمصان انتماءهم من قبل ومن دبر ، فيعمد الى توزيع كسوة من حروف يغلف بها اجساد اولئك الاصدقاء ، ومن خلال خطوات بحثه تلك نصل نحن ايضاً الى مناطق اشتغال لم نكن لنعرفها لولا كساء هذا السرياني المجنون برائحة الوطن .

شاكر مجيد سيفو ، ترنيمة حزن مرمية في طريق شحّ عدد سالكيه ، فصار موحشاً يكتنفه ظلام لن يتبدد من دون بث شحنة من وفاء عبر منظومة الرجل السرياني المعمّد بماء فراتين يسايرانه اينما شخص بصره الثاقب لكرات الصمت " .

ثم قدم الشاعر الفريد سمعان الامين العام لملتقى الخميس الابداعي مداخلة قال فيها " ان اللغة العربية لغة فيها الكثير من الصور البلاغية ، لكن اللغة السريانية اكثر شاعرية وايقاعها مختلف كون اكثر هدوءاً ، ولذلك نجد ان قصائد شاكر سيفو مليئة بالشاعرية لانه يغترف من معينين ، وانا احيي ملتقى الخميس الابداعي الذي بعث برسالة للمسؤولين ان الادباء يجمعهم العراق فقط ، ولا يلتفتون لاختلاف الديانات والمذاهب والقوميات ، وها هو يحتفي اليوم بشاعر سرياني ، فتحية للملتقى ولضيفهم الشاعر والناقد شاكر مجيد سيفو " .

اما الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم فقد قال " اليوم نحتفي بشعراء الارض والاصل ، اليوم نحتفي بجذور ضاربة في عمق اديم العراق منذ الاف السنين ، جذور لا يمكن لدعيّ ان ينكر امتدادها . جذور اينعت ورداً وزهراً والقاً ، فكان العراق ، واليوم لا نحتفي بشاكر سيفو وحده بل نحتفي بالعراق شعراً وتاريخاً وتالقاً فهكذا نحن في ملتقى الخميس الابداعي نحتفي بالعراق من اقصاه الى اقصاه " .

ثم قدمت مداخلات اخرى للشاعرين بولص شليطا وصباح القس ، تحدثا من خلالها عن الشاعر وعن جلسة الاحتفاء مشيرين الى جمالية الشاعر المحتفى به .

وفي ختام الجلسة قدم الشاعر الفريد سمعان لوح الأبداع من ملتقى الخميس الابداعي الى الضيف فيما قدم الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم رئيس الملتقى باقة ورد بآسم أعضاء الملتقى الى الشاعر المحتفى به ، بينما قدم الشاعر والأعلامي عدنان الفضلي ساعة الجواهري الى الشاعر شاكر مجيد سيفو تثميناً لمنجزه الابداعي .

 

 

سيرة ذاتية وثقافية

شاكر مجيد سيفو

مواليد العراق، محافظة نينوى، قره قوش (بغديدا) 1954.

•شاعر وناقد وأعلامي.

•عضو اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين.

•عضو اتحاد الأدباء والكتّاب العرب.

•مسؤول العلاقات العامة  في اتحاد الأدباء والكتّاب السريان. العراق

*عضو نقابة الصحفيين العراقيين

*عضو منظمة الصحافة الدولية :بروكسل.

•عمل عضوا في  هيئة تحرير مجلة بانيبال من 1998 ولغاية 2007

•عمل  عضوا هيئة تحرير مجلة العائلة.

•عمل عضوا في  هيئة تحرير مجلة نجم بيث نهرين.من 2005 ولغاية 2007

*خبير لغوي في راديو وتلفزيون آشور

بدأ الكتابة في مطلع السبعينيات ونشر معظم قصائده وكتاباته في:

•العديد من الصحف والمجلات

العراقية والعربية  

*له حوارات مع عدد من الكتاب والادباء والفنانيين المسرحيين والتشكيليين

حاوره عدد من الكتاب  ونشرت الحوارات في الصحف والمجلات العراقية والعربية ومواقع الانترنيت .

*حاصل على عدد من الجوائز  الادبية والشهادات التقديرية

*شارك في عشرات المهرجانات الثقافية والمؤتمرات الادبية العربية والسريانية داخل القطر وخارجه.

 

كرمّه المجلس الاشوري الكلداني السرياني بدرع الابداع الشعري السرياني  في سدني عام 2008.

خلال زيارته   لأستراليا بدعوة من المجلس .

له باللغة العربية:

•سأقف في هوائه النظيف / شعر 1996.

•قلائد أفروديت / شعر 1997.

•حمى آنو / شعر 2004.

•جمر الكتابة الأخرى / قراءات نقدية 2005.

•إصحاحات الإله نرام سين / شعر 2005. .........

* جنون الجغرافيا السعيدة  مجموعة شعرية /2009

*نصوص عيني الثالثة –مجموعة شعرية :اصدارات مركز كلاويز الادبي والثقافي –السليمانية-2009 –

*مثلي تشهق النايات :مجموعة شعرية مع قراءات نقدية في تجربة الشاعر :صدر الكتاب عن المجلس القومي الاشوري في الينوي :امريكا: بدعم من الاستاذ شيبا مندو رئيس المجلس والاخوة الاعضاء فيه .(2010)

*اطراس البنفسج : مجموعة شعرية : طبع دار الينابيع : دمشق 2010

•ظلال الرقص (كتاب مشترك، قراءات نقدية في تجربة الشاعر محمد حلمي الريشة مع مجموعة من الكتّاب والنقّاد) إعداد الأديب الفلسطيني المتوكل طه. بيت الشعر الفلسطيني / رام الله. .....

*كتاب مشترك.مختارات من الشعر العراقي المعاصر

من بدر شاكر السياب وحتى شعراء التسعينات بقلم الاستاذ الدكتور محمد صابر عبيد.اصدارات أمانة عمان الكبرى/

*كتاب مشترك بعنوان/ الاشراقة المجنحة /تأليف /الشاعر محمد حلمي الريشة والشاعرة امال رضوان/استكتاب مجموعة من الشعراء  العرب

* كتاب مشترك:دراسات في الأدب الكردي :من أصدارات أتحاد الأدباء الكورد /دهوك 2010

*ترجمت قصائده الى اللغات الكردية والانكليزية والفرنسية.

اصدر باللغة السريانية :

•اربطة بغديدا/ شعر 1998.

•لأن غيرة بيتك أكلتني/ شعر 2000.

*مجموعة شعرية سريانية- بعنوان/طووا لكوخوي دالاهوثوخون-(طوبى لكواكب الوهيتكم) عن المديرية العامة للثقافة السريانية /اربيل-2009-

. كتاب نقدي موسوم ب- أطياف سريانية  :قراءات في المشهد الشعري السرياني المعاصر:من اصدارات دار المشرق الثقافية –دهوك –نوهدرا -2009-

* كواثا" كتاب شعري سرياني  فازت نصوصه بالمرتبة الاولى بمسابقة شمشا لموقع عنكاوا عام 2006

 *   له عدد من المخطوطات الشعرية والنقدية  معدة للطبع.

كُتبت عن مؤلفاته الشعرية العربية والسريانية دراسات نقدية بأقلام نقاد وكتّاب عرب وعراقيين له مسرحيات عديدة للكبار والصغار منها:

•بالعربية: المطر والخاتم، العائلة السعيدة، المجنون، ابد تحيا الأشجار.

بالسريانية:

•شمس وظلام وسعير، ومَنْ يأتي بالقمر:وانت انا وحلم ليلة الحرب.

..............................................................................................

E:shakersefoo@yahoo.com(موبايل   07705957141)

 

 

 

 

                        

 

 

 

 

 

 

أنتقل الى صفحة الشاعر شاكر سيفو