لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

القس حنا حبش

 

القس حنا حبش

 القسم الثاني

 

تحدثت في الجزء الاول عن سيرة حياة هذا الكاهن حسب ما وردت في كتاب الاب العزيز سهيل قاشا .وتطرقت الى بعض ماقاله الادباء والمفكرين وشهادة المونسيور توما عزيزو عن مخطوطاته  الثلاث والتي هي الان بحوزة دائرة السينما والمسرح

أن القيام بعملية بحث حول شخصية تاريخية ليس بالشىء السهل وخاصة اننا هنا في الغرب نفتقر الى الكتب التاريخية والمصادر لذلك قمت بالاستعانة ببعض الادباء والمفكرين  عن طريق ارسال الرسائل الالكترونية واتصلت عبر الهاتف ببعض الاباء الكهنة والشخصيات 

اليوم سوف نقوم باطلاع  القارىء الكريم حول ماقيل بخصوص القس حنا حبش

بتاريخ 12 -12 -2008  كتب الاستاذ صباح  الانباري مايلي

 

 الاخ العزيز بشار باكوز

أحييك واتمنى لك دوام الصحة والسير الحثيث على طريق خدمة طائفتك الفاضلة. لقد تصفحت موقعكم (بخديدا) وسرني أهتمامكم الجاد بتراثكم الثر الجميل  وكان بودي أن اقدم لكم خدمة أخرى فيما يتعلق بالشماس حنا حبش  ولكن كل ما املكه  هو هذه المعلومات  التي تظمنتها دراسة لي عن تاريخ المسرح العراقي ووجهة نظري بالنصوص الثلاثة  التي خلفها لنا الراحل جدكم  الكريم حنا حبش علما أن هذه المخطوطة ممهورة بمهر الشماس  الرسمي وهي معتمدة كوثيقة رسمية  من وثائق المسرح العراقي . شكرا لك أخي الكريم ودمت لخدمة السريان وكل العراقيين النجباء

صباح الانباري

www.sabahalanbaru.com

  

هذا نص الدراسة التي قدمها  الباحث صباح الانباري حول مسرحيات القس حنا حبش

الشماس حنا حبش..

 

جذر المسرح العراقي وحجره الأساس   صبـاح الانباري

 

       عام 1880 كتب الشماس حنا حبش ثلاث مسرحيات دينية كوميدية آدم وحواء وكوميدية يوسف الحسن، وكوميدية طوبيا وصفها المؤرخون والباحثون في الشأن المسرحي العراقي بأنها مقتبسة عن المسرح الاوربي، ولم يحددوا طبيعة ذلك الاقتباس وما إذا كان قد وقع على الشكل أم على المضمون أم على كليهما. ولما كانت مفردة الاقتباس، لغة، تعنى اخذ وتعلم  واستناد، عليه يمكن القول إن مسرحيات حبش الثلاث لم تنسخ عن مسرحيات سبقتها بل اكتفت بالإفادة من شكلها الدرامي حسب. ذلك لان مضامينها شائعة ومعروفة في الأوساط الدينية وغير الدينية المختلفة ولم تتم مغايرتها إلا بحدود ضيقة جدا ومع هذا خرج الشماس حبش قليلا عن سياقاتها كما سنرى ذلك لاحقا.

      لقد تبنت الكنيسة في مدينة الموصل، شمالي العراق، مهمة عرض هذه المسرحيات وان بشكل بدائي مبسط إلا أنها حققت جانبا تعليميا وعظيا مهما انتقل تأثيره إلى اغلب المدارس المسيحية في المدينة وبهذا شكلت مسرحيات حبش الثلاث الحجر الأساس واللبنة الأولى لتشييد صرح مسرحي عراقي جديد، ومما يؤسف له أن أحدا، من أولئك الباحثين والمؤرخين، لم يتناول نصوص هذه المسرحيات بالدراسة والنقد. واكتفوا بالإشارة إلى رياديتها، والى عدم تأخرها عن النهضة المسرحية التي بدأت بوادرها بالظهور في لبنان وسورية ومصر مطلع القرن التاسع عشر الميلادي. صحيح أن نصوص حبش الثلاث ليست ذات قيمة عالية من الناحية الأدبية والفنية إلا أنها اكتسبت أهميتها من رياديتها، وقدرتها على تنمية جذورها ومدها عميقا في التربة العراقية البكر. فكوميدية آدم وحواء، تحديدا، مسرحية وعظية استلهم الشماس حنا حبش أحداثها من حكاية قابيل وهابيل واشتغل فيها على موضوعة الصراع الأزلي بين الخير والشر، وتجذرهما في دخيلة الإنسان منذ بدء الخليقة. المسرحية تقوم على أربع شخصيات هي: آدم وحواء وولديهما قابيل وهابيل فضلا عن الملاك والشيطان وهما وجهان آخران او رمزان للفضيلة والبغضاء. اقتصر دور الأول على تذكير قابيل بان جريمته ستكون عقوبتها النار في الحياة الآخرة والعيش منبوذا من الناس في الحياة الدنيا. واقتصر دور الثاني على تحفيز ما في دخيلة قابيل من شر وبغضاء وكراهية وحسد وغيره من أخيه الصغير هابيل الذي كسب ود أمه وأبيه ورضاهما عنه مما حرك هذا في دخيلة شقيقه الأكبر روحا عدائية دفعت به إلى ارتكاب أول جريمة قتل في تأريخ الخليقة. ثم وبعجالة يربط الشماس ايضا، وبلا تمهيد، أن هابيل هذا إن هو إلا رمز لابن مريم الذي سيقدم نفسه مذبوحا كالحمل البريء لتنتهي المسرحية عند هذه النقطة الإشارية بترتيل ختامي

      المسرحية، عموما، تتكون من قسمين : الأول يركز على حالة الخصام بين الشقيقين وينتهي بوضع حواء حد لهذه الخصومة بمصالحة الطرفين ثم تنطلق حناجر الجوقة بترتيل الختام. والثاني: يركز على مكر ودهاء قايين واستدراجه لشقيقه إلى مزرعة، بعيدا عن أنظار والديهما ليقوم هناك بارتكاب الجريمة البكر ولينتهي القسم بترتيل ختامي يضفي على الجو العام طابعا كنسيا يرضي في نفس الشماس حنا حبش نزوعه نحو تمجيد المسيح والكنيسة. المستوى الفني العام لهذه المسرحية متواضع جدا يفصح عن بدايات بسيطة لا تتعدى في المستوى العام إمكانية وضع الحكاية الدينية الشائعة في قالب درامي يضم أهم عنصرين من عناصر الدراما وهما الصراع والحوار، وسنجد أن الشماس يطور قابلياته، هذه، في كتابة النص المسرحي من خلال اعتماده على المشاهد المسرحية كوحدات داعمة للشكل ومعززة للنص. وسنرى في مسرحية "يوسف الحسن" تطورا واضحا في محددات النص التقليدية إذ لم يكتف الشماس حنا حبش بتقسيم المسرحية على قسمين، كما فعل في المسرحية الأولى ، بل اعتمد التوزيع المشهدي المتسلسل. والمشهد عند الشماس حنا حبش شبيه بالمشهد الفرنسي إذ يبدأ بدخول الشخصية وينتهي بخروجها. محددا سلفا أسماء من يقومون بلعب الأدوار فيها تماما كما كان يفعل موليير في مسرحياته. ثم أن الشماس بدأ في هذا النص بوضع بعض الملاحظات الخاصة به كاتب مسرحي من قبيل: ] يخرجان/ يذهب به اثنان الى البئر يلقيانه فيها /يدخل أولا البعض منهم ثم بعد هنيهة يدخل الباقون[ الخ.. ومن هنا يبدو تأثر الشماس بموليير واضحا خاصة إذا ما عرفنا أن الأمر قد التبس، في النهاية ، على الشماس فالصق بمسرحياته الثلاث تشبها بكوميديات موليير اسم الكوميديا على الرغم من ان موضوعات لا تمت الى الكوميديا بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد، فمسرحية يوسف الحسن على سبي ل المثال لا الحصر، مسرحية وعظية قصيرة موزعة على ثلاثة أقسام يفصل بينها ترتيل عمومي ومتضمنة ثلاثة عشر مشهدا غطت مساحتها حكاية يوسف واخوته وانطلقت من منطلق المسرحية الأولى نفسه إذ ركز الشماس فيها على  موضوعة البغض والكراهية والحقد والحسد الذي يدفع بأخوة يوسف الى التخلص منه عن طريق الشكوى لأيهم أولا ومن ثم الانفراد به وانزال قصاصهم الجائر عيه ثانيا. اقتصر المشهد الأول على الشكوى التي قدمها اخوة يوسف ضده استنادا على رؤياه (أحد عشر كوكبا والشمس والقمر لي ساجدين) واقتصر المشهد الثاني على يوسف وقينان الذي يقوم بإرشاده الى موقع اخوته والمشهد الثالث تعلق بالتخلص من يوسف ورميه في غيابة الجب ومن ثم اسبدال هذه الفكرة بفكرة بيعه لقافلة التجار المتوجهة الى ارض مصر لينتهي القسم الأول ترتيلة وعظية عمومية هي جزء من الهدف التعليمي لمسرحيات حنا حبش خاصة بعد اطلاعه على موليير الذي أراد من مسرحياته ان تكون مدارس يتعلم فيها الناس حتى انه أطلق على إحدى مسرحياته فعلا اسم "مدرسة الأزواج" لأنها ، في رأيه، تعلم الأزواج ما ينقصهم من العبر والدروس

 

   إن ما يميز حنا حبش وهو يتناول موضوعات دينية مألوفة خروجه المحدود عن مألوفيتها فالقصص التي تناولها واضحة ومعروفة للجميع بحسب مصادرها التوراتية أو القرآنية . ولو أخذها بمألوفيتها لما قدم شيئا يذكر على صعيد الفن فضلا عن جعله النهايات مفتوحة على مزيد من التأويل . ففي هذه المسرحية تحديدا، ينهي أحداثها في لحظة معانقة يوسف لشقيقه بنيامين بعد فراق طويل هو زمن غياب يوسف عن اخوته منذ حادثة الجب، ول يخبر القارئ أو المشاهد بما سوف يحصل لأبيهما بعد أن يعرف أن يوسف لم يمت وان فرعون استوزر على ارض مصر كلها

 

      ولا تختلف "كوميدية طوبيا" كثيرا عن المسرحيتين السابقتين سوى أنها رسخت الاعتماد على المشهد المسرحي كوحدة بنائية في النص على الرغم من عدم التمييز الدقيق للشماس بين مفردة "المشهد" وما تعنيه  ومفردة منظر وما تعنيه.. وهو بهذا لا يعدو كونه مقلدا لموليير الذي استخدم المفردتين ولكن باستقلالية بعضهما عن بعضه الآخر. وتلتقي هذه المسرحية مع المسرحيتين السابقتين أيضا في اكثر من نقطة واحدة فهي مسرحية وعظية   تعتمد الحكاية الدينية وتنطلق منها لخلق أجواء كنسية تعليمية . ولعل في استخدام الشماس للحكايات التراثية الدينية في نصوصه هو الذي جعل نصوصه تتصف بالدرامية لقيام تلك الحكايات أصلا على الصراع الواضح بين الخير والشر واعتماد وحدة وصراع الأضداد التي هي اكثر الوحدات الدرامية أهمية . وقد تجسدت في الحكايات الثلاث بهيئة أفعال تدميرية تراوح أثرها بين القتل الفعلي والقتل الافتراضي ففي مسرحية"آدم وحواء" هناك قبل فعلي متحقق يقوم به قايين، كفاعل ، ويقع أثره على هابيل كمفعول به . وفي مسرحية "يوسف الحسن" يتفق الاخوة على قتل أخيهم "يوسف" ولكنهم ينفذونه بشكل افتراضي. وفي مسرحية "طوبيا" هناك قتل مؤجل يتجسد في إصدار قرار الحكم بالقتل على طوبيا و أسرته. وبهذا نرى القتل في المسرحيات الثلاث يشكل الأداة الفاعلة في قضاء إحدى القوتين على الأخرى، ولا شك أن وقوعه الفعلي سيخلق أثرا على القارئ أو المشاهد يفوق أثره في حالة كونه افتراضيا أو مؤجلا. وان تباين درجات القتل (فعلي/افتراضي/مؤجل)ستؤدي إلى تباين درجات التشويق عند القراءة ، وستفعل الشيء نفسه عند المشاهدة المباشرة للعرض.

  

      مما تقدم نخلص إلى أن المسرحيات الثلاث يرتبط بعضها مع بعض بالعوامل المشتركة الآتية:

     1)        لصق صفة "كوميدية" بعنواناتها المركزية على الرغم من خلو متنها من الكوميديا

     2)        الاعتماد على الموروث القصصي الديني.

  3)   وضع مقدمات تمهيدية على لسان إحدى شخصياتها "آدم" بشكل خطاب افتتاحي وعظي في المسرحية الأولى ، وعلى لسان المؤلف ، لغرض توضيحي ثبت  في نهايته عدد أقسام المسرحية وعدد مشاهدها في المسرحيتين الثانية والثالثة.

     4)        اعتماد المشهد كوحدة بنائية صغيرة والقسم كوحدة بنائية كبيرة .

     5)        اعتماد الترتيل الكنسي كخاتمة لكل قسم من أقسامها .

     6)        الهدف التعليمي الوعظي المشترك.

     7)        اعتماد فعل القتل كبنية أساسية في موضوعات المسرحيات الثلاث.

     8)        اعتماد الصراع الخارجي/الحركي كشكل مبسط أولي من أشكال الصراعات الدرامية.

 

 

في الجزء القادم سوف نقدم معلومات  اخرى

15 ديسمبر 2008

 

شكر وتقدير الى الراهب فائز حنا الذي قام بارسال نسخة من كتاب الاب سهيل قاشا  الذي من خلاله اكتشفت ان تاريخنا ثري

 

القس حنا حبش (1820-1882)

القسم الاول

 * جذر  المسرح العراقي وحجره الاساس

* راعي  كنيسة زاخو

* معلما لدى مدرسة الاباء الدومنيكان بالموصل

 مقدمة

              بخديدة  بلدة المفكرين والادباء غنية بالمخطوطات والكتب زاخرة بالمؤلفات القيمة وبلغات مختلفة محفوظة  في اكثر  الاماكن شهرة بالعالم مكتبة الفاتيكان ومكتبة دير الشرفة  ومتاحف عالمية   ومكتبة دائرة السينما  والمسرح العراقي  .

كتب المثقفون من ابنائها بمواضيع عديدة  ولكن القسم الاعظم  كان ذو طابعا دينيا واجتماعيا

( أتلف الكثير من هذه الكتب أثناء فترة أعتناق البلدة للمذهب الكاثوليكي) في بخديدة اليوم  مركز السريان للثقافة والفنون  وفرقة مسرح قره قوش للتمثيل كما يوجد  مركز مار بولس الثقافي الديني  وكلية مار افرام ويصدر فيها العشرات من  الصحف والمجلات  انها حقا مركز الاشعاع والابداع والحضارة .

 اليوم يضاف الى سجل تاريخها  اكتشاف أخر  أنه  حجر اساس المسرح العراقي ومؤسسه القس حنا حبش بما خلده بمسرحياته الكوميدية الدينية الثلاث كوميدية آدم وحواء وكوميدية يوسف الحسن، وكوميدية طوبيا .

وحسب شهادات  اساتذة الفن والادب والمسرح  العراقي ومنهم الدكتور عمر الطالب والناقد  الفنان صباح الانباري والدكتور علي الزبيدي والدكتور سعدي المالح و المرحوم الباحث أحمد فياض المفرجي     فان القس حنا حبش هو اول من كتب نصوص ادبية كوميدية في العراق

 الباحث احمد فياض المفرجي

  قضى حياته في توثيق فعاليات ونشاطات الفنانين والمسرحيين وحتى الاموات منهم  في الوقت الذي لم يفكر غيره مجرد التفكير  في الاشارة اليهم .والذي يعتبر اليوم بمولفاته ومصادره معينا لطلاب  أكاديمية الفنون الجميلة  والذي قام بتاسيس  المركز الوثائقي للمسرح  وقام  بنفسه بالبحث والتقصي عن الوثائق والرسائل الادبية التي تركها لنا  المثقفين العراقيين  ومن جملتها النصوص الادبية الثلاث للقس حنا حبش التي تم الحصول عليها  من  مكتبة كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد  عن طريق الدكتور عمر الطالب

 الاب توما عزيزو

  (يقول الاب توما في فترة الستينات1961-1962 قدم  بعض من المهتمين بشؤون الفن والادب الى الكنيسة ومن ظمنهم الدكتور عمر الطالب   بقصد  البحث في الكتب والمخطوطات القديمة وقد وجدوا فعلا هذه النصوص الادبية  مختومة بختم القس ( الشماس حنا حبش ) اخذوها  للاطلاع عليها  ولم يتم اعادتها تعتبر اليوم من ممتلكات دائرة السينما والمسرح –قسم الوثائق   ) وظهر بعدها انها اول محاولة عراقية لنص ادبي كوميدي وبلغة عربية

 من كتاب الاب سهيل قاشا

 حسب ماورد في كتاب أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك للاب العزيز  سهيل قاشا في الصفحة 160 فهو

 ابن متي حبش لايوجد عن اخباره الشيء الكثير الا انه كان في مقتبل  عمره يقيم في بغداد  .ثم قدم الى الموصل يخدم الرعية  فيها ومنها انتقل الى شمال العراق لخدمة رعية زاخو  ومكث هناك الى تاريخ وفاته 1882 ميلادية

قام بكتابة ثلاث مسرحيات  دينية كوميدية آدم وحواء وكوميدية يوسف الحسن، وكوميدية طوبيا وكان قد كتبها باللغة العربية وهو أول شخص كتب موضوعا ادبيا بالعربية  لانه كما هو معروف لدى الجميع فان العراق كان تحت السيطرة  العثمانية في تلك الفترة الزمنية وبالاضافة الى أعتباره   مؤسس المسرح العراقي فقد كان ايضا يعمل معلما في مدرسة الاباء الدومنيكان في العراق وربما كان ذلك عاملا مهما في كتابة هذه المسرحيات الكوميدية

 الاباء الدومينيكان ودورهم

شهدت الموصل في القرن الثامن عشر فعاليات نشيطة للبعثات التبشيرية الفرنسية في نشر الكثلكة في الشرق، كان لها أثراً كبيراً على الحياة الاجتماعية والثقافية بتحول الكثير من مسيحيي العراق إلى مذهب الكاثوليكية وإعلان اتحادهم بكنيسة روما المركزية رسمياً... علماً بأن كلاً من الثقافتين الإسلامية والمسيحية قد تعايشتا في العراق على مدى قرون طويلة، وكان لكل منهما خصوصيتها وأدواتها في العمل والانتاج ... واشتهر العديد من الرهبان والقسس والمطارنة كعلماء ورحالة وشعراء ومدرسين في اللغة العربية الى جانب السريانية الارامية . وقد كان من أهم تلك البعثات : ارسالية الآباء الدومنيكان الذين وصلوا مدينة الموصل سنة 1750م وقدموا خدماتهم الطبية والتعليمية ومنها تأسيس مدرسة فرنسية عرفت بمدرسة الآباء الدومنيكان التي خرجت طبقة من المثقفين والعلماء استمر تأثيرهم حتى القرن العشرين .. اذ كان لهم تأثيرهم في نشوء المسرح بالموصل لأول مرة في تاريخ المنطقة ، وكان لهم تأثيرهم في تأسيس المطابع ونشر العدد الكبير من الصحف .. فضلا عن الطباعة وخدمات اخرى .

 السؤال الذي يطرح نفسه من هو الشماس (القس حنا حبش)؟

  وبالعودة الى تاريخ عشيرة ال حبش بيت  عبو تومكا  نرى بان توما ( تومكا ) هو ابن حنا شقيق القس ايليا وهما ابناء بولس حبش هذه المعلومة كنت قد حصلت عليها من المرحومين كرومي باكوز حبش وزوجته حبيبة كذيا  اللذين كانا من اكثر ابناء العشيرة اهتماما بهذه المواضيع  ولو قمنا بعملية ربط بسيطة ومراجعة التواريخ بشكل تقريبي فان حنا حبش ولد في نفس الفترة الزمنية التي ولد فيها القس او الشماس ايليا حبش وكان كلاهما من المفكرين

    هناك خطا بسيط  يمكن للقارىء ان يكتشفه وهو انه ذكر في كتاب الاب سهيل قاشا ان القس حنا هو ابن متي حبش صفحة 160  ولم يرد ذكر القس حنا في كتاب المطران ميخائيل الجميل السامي الاحترام  بينما ورد ذكر القس ايليا حبش في كتاب الاب سهيل قاشا صفحة 150 انه ابن بولس حبش وورد ذكره في كتاب المطران ميخائيل الجميل  صفحة 104  ولم يذكر اسم والده ولكنه ذكر بان ولادته كانت في حدود عام 1829

 كما  ورد في الحاشية المكتوبة في موضوع جذور المسرح العراقي ان القس او الشماس حنا هو :-

 حنا بولس حبش ولد في بخديدا (قرقوش )عام 1820 كان شماسا ثم رسم كاهنا خدم في زاخو  وكان اخوه القس ايليا بولس حبش شماسا ورسم كاهنا ايضا .

 هل نستنج بذلك ان القس حنا هو نفسه الشماس حنا  جد ال عبو تومكا حبش وهو شقيق القس ايليا وان والدهما اسمه بولس وليس متي ولو قمنا  بالاعتماد على عدة  مصادر :-

 اولا : المرحوم كرومي حبش وزوجته ذكرا كلاهما بان والد حنا حبش هو بولس وزوجته  ببي بنت يوسف القس بهنام حبش.ان ببي هي شقيقة كل من القس يعقوب والقس جبرائيل واخوانهم  

ثانيا: الموضوع المنشور على موقع  اتحاد كتاب الانترنت  العرب وموقع الاستاذ الناقد والاديب صباح الانباري وموقع عنكاوة

 ذكروا بان القس حنا هو ابن بولس حبش وهو شقيق القس ايليا

 ثالثا : حفيد القس ايليا هو بولس وربما تم تسميته بهذا الاسم تخليدا لذكرى جدهم الاكبر بولس وقد توفي

(( بولس يونو القس ايليا بولس حبش في عام 2005 عن عمر 93 سنة ))

رابعا :حفيد تومكا هو حنا حبش (حنا عبو تومكا حنا حبش -  شقيق مبارك وفاضل وبطرس ) فهل تم تسميته بهذا الاسم لتخليد ذكرى جدهم الاكبر ايضا

 أنا شخصيا أعتقد بان الشماس ( القس حنا ) والشماس ( القس ايليا ) هما أخوة وهم ابناء بولس حبش  علما انني قمت بالفترة الاخيرة بالاتصال بعدد  من الاشخاص ولكن  لم احصل على الجواب الاكيد ,ان كان هذا الاعتقاد صحيحا أم غير ذلك فالاهم أن القس حنا حبش هو جذر المسرح العراقي  وحجر اساسه وحسب شهادات اساتذة المسرح العراقي  .

 في الجزء القادم سوف نقدم معلومات أخرى للقارىء الكريم

 بشار بهنام باكوز حنونا

12-12-2008

bashsarbakoz@yahoo.com